خطب ومحاضرات

ضرورة تصحيح مفهوم العبادة

hilal

مفهوم العبادة يشمل جميع مجالات النشاط الإنساني، فلك يا عبد الله في كل وقت عبادة، وفي كل مكان لك عبادة، وكل حال وكل وصف لك فيه عبادة. عبادات مختلفة متنوعة، بعضها شعائر مفروضة لها أوقات محدودة، وبعضها معاملات مفتوحة تشمل كل نشاط الإنسان: السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي.هذا الذي فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: (إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي).فكانوا يرون أن النوم عبادة كما يرون أن القيام عبادة. فالعبادة عندهم إيثار مرضاة الله في كل وقت وحال.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين،أما بعد: فحياكم الله ، طبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً،أسأل الله تعالى الذي جمعنا في هذا اليوم المبارك على طاعته أن يجمعنا مع الحبيب محمد في دار كرامته .

عباد الله، اتقوا الله حق التقوى واعتصموا بالله فإنه نعم المولى. نحن نفرح بهذا اليوم لأن الله جعله فسحةً لنا وفرحة ، فعيدنا اتباع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعثه ربه ليخرج البشرية من الظلمات إلى النور، ومن الذل لغير الله إلى العز والشرف في التذلل والتعبد لله وحده. فالله خلق الخلق حنفاء على ملة مستقيمة، وفطرة سوية فاجتالتهم الشياطين وزينت لهم اتباع الهوى واللهث خلف الشهوات، فبعث الله الرسل مبشرين ومنذرين ، فصححوا المفاهيم وبينوا السبيل وأوضحوا الطريق ، فكان الناس فريقين: فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير- عباد الله - إن البشرية إنما تسقط بسقوط مبادئِها،الانسان بلا مبادئ لا قيمة له،والأمة بلا مبادئ لا قيمة لها.والمبادئ لا تسقط من قلوب الناس إلا عندما تنحرف وتعوج المفاهيم.ولأوضح هذا الكلام أقول:حينما يصبح مثلاً مفهوم العبادة منحصرا ومقتصرا على الشعائر التعبدية وحدها فإن هذا انحراف وخطأ كبير واعوجاج في الفهم خطير.ولذا لزاماً علينا عباد الله أن نفهم معنى العبادةِ كما فهمَها سلفنا الصالح رضوان الله عليهم .العبادة اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة والزكاة والصيام والحج عبادة ، وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام عبادة، والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين عبادة، والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين والإحسان إلى البهائم عبادة، والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك كله من العبادة. وكذلك حب الله وحب رسوله وخشية الله والرجوع إليه وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه، وأمثال ذلك هي من العبادات لله. بهذا الفهم الواسع الشامل نفهم معنى قول الله عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].إن مفهوم العبادة يشمل كل نشاط في حياة الإنسان قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162، 163].إن العبادة الصحيحة هي التي ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عليها، رباهم عليها بسيرته العظيمة والتي كانت عبوديةٍ كاملة لله عز وجل. كان يربيهم بتوجيهاته المباشرة، كقوله صلى الله عليه وسلم:(إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة)، قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال:(أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال:(الإيمان بالله، والجهاد في سبيل الله)، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال:(أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً). قلت: فإن لم أفعل؟ قال: (تعين صانعاً أو تصنع لأخرق)، قلت: يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: (تكف شرك عن الناس فإنها صدقة).وعن أبي ذر أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) وفي حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك).وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ما من مسلم يغرس غرساً، أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طير أو دابة إلا كان له صدقة). وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها). كل ذلك عباد الله من التوجيهات المستفيضة التي تدل على أن مفهوم العبادة يشمل جميع مجالات النشاط الإنساني، فلك يا عبد الله في كل وقت عبادة، وفي كل مكان لك عبادة، وكل حال وكل وصف يا عبد الله لك فيه عبادة. عبادات مختلفة متنوعة، بعضها شعائر مفروضة لها أوقات محدودة، وبعضها معاملات مفتوحة تشمل كل نشاط الإنسان: السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي.هذا الذي فهمه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه: (إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي).فكانوا يرون أن النوم عبادة كما يرون أن القيام عبادة. فالعبادة عندهم إيثار مرضاة الله في كل وقت وحال. ثم جاء في أعقاب الزمان من أساء فهم العبادة، فجعلها كثير من المسلمين اليوم محصورة في الشعائر التعبدية فقط .فيرى البعض مثلا أن له أن يصلي، ولا يحكم بشرع الله.وله أن يصوم، ويتعامل بالربا.وله أن يحج، ويختلط بالنساء ويمازحهن وربما يزني.وله أن يقول: لا إله إلا الله، ويعادي أولياء الله، ويوالي أعداء الله.عباد الله، إن هذا الفهم المريض الذي انتشر شره ، والذي يحمله الكثير من أبناء هذه الأمة ،ذابوا في الغرب كما يذوب الملح في الماء ، فأصبحوا يرددون ما يقوله الغرب ، ويتبعون ما يأمر به ، حتى أصبح المعروف في أعينهم منكراً والمنكر معروفاً، فأصبحوا يرون أن تحكيم شرع الله رجعية، وأن الجهاد في سبيل الله إرهابٌ يجب القضاء عليه، وأن معاداة الكافرين وموالاة المؤمنين عنصريةٌ.عباد الله،إن الشعائر التعبدية صارت تؤدى بصورة تقليدية لا أثرلها ولا فائدة لأنهم عزلوها عن بقية أمور الإسلام.فالصلاة التي أخبر الله عز وجل عنها بقوله: إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَاء وَٱلْمُنْكَرِ [العنكبوت:45] لم يعد لها أثر واقعي في حياة الكثيرمن الناس لأنها لا تنهاهم عن الفحشاء والمنكر. حين ترى من المسلمين من يصلي الفروض جماعة في المسجد ثم يخرج ويحلف على عتبة المسجد كاذباً،أو يبدأ في الخوض في أعراض إخوانه الذين كانوا معه في الصف،في الصلاة ،وهو لا زال على باب المسجد، يؤدي الصلاة جماعة ويغش في بيعه وشرائه ويحتال في معاملاته ويأكل الربا ، ثم تراه مع كل هذه المعاصي مرتاح الضميريحسب أنه أسكت ضميره بما نقره من ركعات. ومن نتائج الفهم الخاطىء للعبادة أن تجد البعض من الناس من يعتني بالآداب الفردية المتعلقة به شخصيا أكثر من عنايته بالآداب الاجتماعية المتعلقة بالآخرين، فقد يكون في ذاته نظيفاً ولكنه لا يبالي أن يلقي الأزبال في طريق المسلمين، ناسياً أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، وقد يكون المسلم مراعياً لأحكام الطهارة وشروطها في نفسه، ولكنه لا يبالي أن يلوث للناس طرقهم وأماكن جلوسهم ويخل بالآداب الاجتماعية التي أمر بها الإسلام. ومن آثار هذا المفهوم الخاطئ للعبادة إقامة العبادة مقام العمل، والاكتفاء بالشكل دون المضمون. ومثال ذلك أن قراءة القرآن وتلاوته في زمننا هذا أصبح بديلاً عن العمل بما فيه والحكم بما أنزل الله واستثمار ما في الكون من نعم الله، مع أن ذلك من العبادة. فأصبح القرآن للقراءة في المآتم وافتتاح الاحتفالات والبرامج وإغلاقها وأصبح يتكسب من ورائه.ومع خروج الأخلاق من دائرة العبادة وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تفككت عرى الأخلاق وضعفت الروابط الاجتماعية كالتعاون على البر والتقوى والتكافل الاجتماعي وصلة الأرحام، وتخلخلت الأسرة واهتزت القيم التي تقوم عليها، فلم يعد الشعور بالمسئولية عند رب الأسرة وربتها نابعاً من دائرة العبادة كما هو المفترض، بل إن تدبيرهما لأمر الأسرة ورعايتهما لها لا يمكن أن يخطر لأحد منهما على بال أنه من العبادة لله عز وجل. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته). بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله،والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.وبعد:عباد الله،لو كان حقيقة العبادة هي مجرد الشعائر التعبدية ما استحقت كل هذا الموكب الكريم من الرسل والرسالات وما استحقت كل هذه الجهود المضنية التي بذلها الرسل صلوات الله وسلامه عليهم.عباد الله، إن ما حل بالمسلمين من تأخر حضاري وعلمي واقتصادي واجتماعي وفكري وسياسي، لم يكن سببه أنهم مسلمون ولم يكن سببه تكالب الأعداء فقط ، إنما سببه ضعف السلوك و فساد التصور وإفراغ الإسلام من محتواه، سببه التشبت بالشكليات والمظاهر وعدم الاهتمام بروح تلك العبادات والهدف منها والحكمة من تشريع الله لها : فيوم أن كانت وَإِنِ ٱاستنصروكم فِى ٱلدّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ [الأنفال:72].وكانت وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱاستطعتم مّن قُوَّةٍ [الأنفال:60]. يوم أن كان ذلك عبادة، لم يجرؤ أحد على احتلال أرض المسلمين واستلاب خيراتها، ويوم أن غلف أعداء الإسلام الجهاد بغلاف الإرهاب سلبت فلسطين، واعتدي على المسلمين في عقر ديارهم .ويوم كان طلب العلم عبادة لم يكن هناك تخلف علمي، بل كانت الأمة المسلمة هي أمة العلم التي تعلمت الأمم في مدارسها وجامعاتها.ويوم كانت فَٱمْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رّزْقِهِ [الملك:15] عبادة، كانت المجتمعات الإسلامية أغنى المجتمعات في الأرض.ويوم أن كانت (كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته)عبادة، وكان من تولى أمر المسلمين يستشعر أنه راع ومسئول عن رعيته لم يكن للفقراء في المجتمع الإسلامي قضية لأن العلاج الرباني لمشكلة الفقر كان يطبق في المجتمع الإسلامي عبادة لله.ويوم أن كانت وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ [النساء:19] عبادة، لم تكن للمرأة قضية، لأن كل الحقوق والضمانات التي أمر الله لها كانت تؤدى إليها طاعة لله وعبادة. أيها المسلمون ،إنه لن يصلُحَ آخرُ هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فلا بد عباد الله من الرجوع للفهم الصحيح للعبادة، إن العبادة هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162، 163]. فقوموا بما أمركم الله من توحيده ودعائه وحده، ووالوا أولياء الله وعادوا أعداءه، واشكروا الله على ما منّ به عليكم من إكمال العدة، واستكثروا من الأعمال الصالحة .صلوا الأرحام، وبروا الآباء، ووقروا الكبار، وارحموا الصغار، وأدخلوا السرور على المسلمين وتخلصوا من المظالم قبل أن تزل الأقدام فلا يرى العبد أمامه إلا ما قدم، واربطوا العبادة بالعبادة، واسعوا إلى فضل صيام الدهر بإضافة صيام ستة أيام من شوال، قال صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر).
اللهم اجعل عيدنا فوزاً برضاك، واجعلنا ممن قبلتهم فأعتقت رقابهم من النار، اللهم اجعل رمضان راحلاً بذنوبنا، قد غفرت فيه سيئاتنا، ورفعت فيه درجاتنا.. قال بعض العلماء: يرجع أقوام من المصلى كيوم ولدتهم أمهاتهم، أي لا ذنب عليهم، قد غفرت ذنوبهم ومحيت سيئاتهم. اللهم إنا لا نملك بضاعة نرحل بها إليك إلا حسن ظننا بك، فنسألك اللهم أن تجعل حسن ظننا بك شفيعاً بين يديك يوم القيامة. اللهم اجعله عيدًا سعيدًا وأعده أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، اللهم أعده على الأمة الإسلامية وقد تحقق لها ما تصبو إليه من عزة وكرامة وعودة للمسجد الأقصى، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم اجمع كلمتنا على الهدى، وقلوبنا على التقى ونفوسنا على المحبة وعزائمنا على عمل الخير وخير العمل .اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بعدلك، وأغث عبادك الذين يشهدون لك بالوحدانية، ولرسولك بالتبليغ.اللهم ارحم موتى المسلمين، واشف مرضاهم، واهد ضلالهم، وفكّ أسراهم، واقض ديونهم وحوائجهم برحمتك يا أرحم الراحمين.ها نحن قد دعوناك كما أمرتنا، فأجبنا كما وعدتنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير.

  

خطبة عيد الفطر8142 / 30 شتنبر 2008
مسجد الرحمن ـ دبيلت ـ هولندا