خطب ومحاضرات

رحلة الحج

ARFA

لما انتهى إبراهيم وولده إسماعيل من بناء بيت الله الحرام، أمر الله خليله إبراهيم بأن يؤذن في الناس بالحج قال تعالى: "وَأَذّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِريَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ " [الحج:27]،قال إبراهيم: يا رب، كيف أُبلغ الناس وصوتي لا ينفذ إليهم؟! فقال: ناد وعلينا البلاغ، فقام على مقامه، وقال: يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوتُ أرجاء الأرض، وأجابه كلُ شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة، لبيك اللهم لبيك.

الحمد لله الملك الحكيم الجواد الكريم العزيز الرحيم، خلق الإنسان في أحسن تقويم، فطر السماوات والأرض بقدرته، ودبر النور في الدارين بحكمته،وما خلق الإنس والجن إلا لعبادته، فالطريق إليه واضح، ولكن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، وهو أعلم بالمهتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً، والصلاة والسلام عليك سيدي يا رسول الله، بلغت الرسالة وأديت الأمانة وجاهدت في الله حق جهاده، صلى الله عليك وعلى آلك وأصحابك وسلم إلى يوم الدين.أما بعد،
لما انتهى إبراهيم وولده إسماعيل من بناء بيت الله الحرام، أمر الله خليله إبراهيم بأن يؤذن في الناس بالحج قال تعالى: "وَأَذّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ " [الحج:27]،قال إبراهيم: يا رب، كيف أُبلغ الناس وصوتي لا ينفذ إليهم؟! 
فقال: ناد وعلينا البلاغ، فقام على مقامه، وقال: يا أيها الناس، إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوتُ أرجاء الأرض، وأجابه كلُ شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة، لبيك اللهم لبيك.فأجاب هذا النداء المسلمون القادرون، المخلصون الراغبون فيما عند الله، مقبلين إلى بيته الحرام، من كل فج عميق، مشاةً وراكبين، من كل جهات الأرض، مفارقين الأوطان والأحباب، رجاء المغفرة والعتق من النار، شعارهم واحد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.

إن دخول موسم الحج إخوة الاسلام يحرك المشاعر، فكلما بدأت الوفود بالسفر، حنت القلوب، واقشعرت الجلود، وذرفت العيون شوقا إلى بيت الله الحرام.وفي بناء هذا البيت قصة عظيمة، أوردها البخاري في صحيحه، وذلك أنه لما جاء إبراهيم عليه السلام بهاجر وابنها إسماعيل وهي ترضعه، إلى البيت العتيق، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء،تركهما هناك ووضع عندهما ماء وتمرًا، ثم انطلق راجعا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت: يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ؟! قالت ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذا لا يضيعنا. ثم انطلق إبراهيم عليه السلام حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات:" رَّبَّنَا إِنَّى أَسْكَنتُ مِن ذُرّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُمْ مّنَ ٱلثَّمَرٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" [إبراهيم:37]، وجعلت أم إسماعيل ترضع ولدها إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نَفِد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، قامت على الصفا ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا، فلم تر أحدًا، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدًا فلم تر أحدًا، فعلت ذلك سبع مرات، فلما أشرفت على المروة سمعت صوتًا، وإذا هي بالملك عند موضع زمزم يحفر بعقبه حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه بيدها، فشربت وأرضعت، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن هذا البيت يبنيه هذا الغلام وأبوه.عباد الله ، إن في قول إبراهيم عند دعائه: " فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ " لفائدة جليلة، قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيره: " لو قال أفئدة الناس لازدحم عليه فارس والروم واليهود والنصارى والناس كلهم، ولكن قال: مّنَ ٱلنَّاسِ فاختص به المسلمون".فنحن المسلمون على إرث عظيم من إرث إبراهيم، وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام كما في جاء في رواية الترمذي وأبي داود وغيرهما بسند صحيح: ((كونوا على مشاعركم، فإنكم اليوم على إرث من إرث إبراهيم)). وهذا من فضائل وخصائص هذه الأمة.وقد جعل الله تعالى في الحج منافع عظيمة وحكما بليغة، و جمع الله فيه شرف المكان والزمان.قال تعالى:" لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ " [الحج:28]، وهذه المنافع والخيرات التي ينالها الحاج ويصيبها في الحج هي منافع الدنيا والآخرة، وأجلّها وأعظمها مغفرة الله تعالى ورضاه، قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: (منافع الدنيا والآخرة، أما منافع الآخرة فرضوان الله جل وعلا، وأما منافعُ الدنيا فما يصيبون من منافع البدن والذبائح والتجارات).ومن الحكم العظيمة في تشريع الحج ، تحقيقُ التوحيد لله عزّ وجل، فهذه التلبية التي يرددها الحجاج أثناء مناسكهم تتضمن معنى التوحيد الذي هو أساس الدين وقوامه، كما تتضمن البراءة من الشرك بكل صوره وشتى أنواعه و أشكاله.فالواجبُ على المسلمين جميعا أن يستحضِروا ما دلّت عليه هذه الكلمة من معنى، وأن يعرفوا ما تضمّنته من دلالة ، فالمسلم الموحد لا يسأل ولا يدعو إلا اللهَ، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يتوكَّل إلا على الله،لا يذبح ولا ينذر إلا لله، مستيقنًا أنَّ الخير كلّه بيد الله، لا مانع لما أعطى،ولا معطي لما منع.ومن حكم الحج ذكر الله عز وجل، قال تعالى:" وَأَذّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَـات عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلأنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَائِسَ ٱلْفَقِيرَ" (الحج:27،28 ) فذكر الله هو أول المقاصد التي أرادها الله من هذه العبادة، حيث أراد أن ترتبط القلوب به خلال تلك الأيام المباركة.من دروس الحج أيضا الاستسلام والامتثال لأمر الله، وهو ما يتربى عليه الحاج في عدد من شعائر الحج، وذلك نراه في امتثال الحجاج وقيامهم بالكثير من العبادات التي قد لا نرى وجه الحكمة فيها، كالطواف والسعي وكونهما سبعًا، والابتداء بالطواف من الحجر الأسود بعد تقبيله أو استلامه أو الإشارة إليه، وبداية السعي من الصفا، ورمي الجمرات بسبع حصيات. كل ذلك يصنعه الحاج عبودية لله تعالى وامتثالاً لأمره واستسلامًا لشرعه.
ومن حكم الحج و دروسه كذلك ما جاء في قول نبينا عند كل منسك من مناسك الحج، مخاطبا الصحابة وأمته:(خذوا عني مناسككم). وذلك حتى يعلم المسلمون ويتذكروا على الدوام ويستيقنوا أنه لا سعادة ولا نجاح ولا توفيقَ ولا سدادَ في هذه الحياة الدنيا ولا في الآخرة إلا با تباع نبي الهدى صلى الله عليه وسلم ، والسير على طريقته ومنهاجه، والأخذ بهديه وسنته في الاعتقاد والأعمال، وفي الحكم والتَّحاكم، وفي الأخلاق والسلوك.
من دروس الحج أيضًا تذكر يوم الحشر، فأنت لما ترى ذلك الحشد الكبير من الناس على اختلاف حالهم وأصلهم، فقيرهم وغنيهم، قويهم وضعيفهم، حاكمهم ومحكومهم، عربيهم وأعجميهم، أبيضهم وأسودهم، كلهم بلباس واحد، يرددون كلامًا واحدًا، فهذا المشهد العظيم يذكر بيوم يجمع فيه الناس في ساحة المحشر استعدادا للحساب .من الدروس كذلك  أمورقام بها النبي صلى الله عليه وسلم  إغاظة للمشركين.من ذلك الرمل في الأشواط الثلاثة الأُوَل في الطواف وفي السعي إظهارا لقوة المسلمين، ونحن نقوم بها اليوم تأسيًا بنبينا .ولا شك أن اجتماع المسلمين في الحج رمز لإظهار الوحدة والقوة، قال أحد المستشرقين من دعاة التنصير: "سيظلّ الإسلام صخرةً عاتية تتحطّم عليها سفن التبشير ما دام للإسلام هذه الدعائم: القرآن، واجتماعُ الجمعة، ومؤتمر الحج ".والحق ما شهدت به الأعداء، فموسم الحج يجب أن يبعث ويغرس في المسلمين روح الوحدة والترابط، والاجتماع والائتلاف،وكيف لا يجتمعون ولا يتوحدون وربهم واحد، ودينهم واحد، ونبيهم واحد، وهم على قبلة واحدة، مناسكهم واحدة، لباسهم واحد، وشعارهم واحد. لهذا كان موسم الحج رمزا للقوة وعبرة للوحدة، ويا ليت المسلمين استفادوه من هذه الدروس وفقهوا هذه الحكم البليغة.اللهم افتح مسامع قلوبنا لذكرك وارزقنا طاعتك وطاعة رسولك وعملا بكتابك .ادعو الله عسى أن تكون ساعة استجابة.

الحمد لله ... أيها المسلمون، إن الله تعالى قد وعد بالفضل العظيم والثواب الجسيم لمن لبى نداءه وحج بيته الحرام.فقد صح عن النبي أنه قال:(من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) ،وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة) رواه أحمد.وفي الصحيح عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله فقلت: ابسط يدك فلأبايعك، فبسط فقبضت يدي، فقال:ما لك ياعمرو؟ ، قلت: أشترط، قال: تشترط ماذا؟! قلت: أن يغفر لي، قال:أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها،وأن الحج يهدم ما كان قبله) فالحاج الذي لم يرفث ولم يفسق يخرج طاهرا نقيا من الذنوب صغيرها وكبيرها كيوم ولدته أمه.وللحاج دعوة مستجابة، فقد روى ابن ماجة بسند حسن عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم".والحاج في حفظ الله تعالى، فقد صحح الألباني من رواية الحميدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى المسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازيًا في سبيل الله، ورجل خرج حاجًا).ومما جاء في فضل الحج وأنه منفاة للذنوب ما أخرجه الطبراني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله بها لك حسنة، ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي، جاؤوني شعثًا غبرًا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني؟! فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبًا غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك).

إخوة الإسلام ،إن في هذه الأحاديث دعوة ونداءً للمبادرة إلى الحج، فالغنيمة الغنيمة، والمبادرة المبادرة،  قبل حلول الأجل، لمن استطاع إلى ذلك سبيلا.من استطاع أن يلبي نداء ربه فليفعل و لا يؤخر و لا يتماطل، فإن العبد لا يعلم متى موعد رحيله من هذه الدنيا، والحج أيام معدودات، و من لم يجب نداء الحج مع استطاعته تهاونًا وتكاسلاً فقد أتى ذنبًا عظيما، وكان من المحرومين. فالحج واجب على المسلم الحر المكلف القادر مرة في عمره على الفور، والقادر هوالمستطيع  بماله وبدنه، بعد قضاء الواجبات والنفقات الشرعية وبعد قضاء الديون .ومن كان عنده مال وأعجزه كبره أو أعجزه مرض لا يرجى برؤه لزمه أن يقيم من يحج عنه.والمعذور الذي لا يقدر فنيته في قلبه، وعذره عند ربه، وربما سبق بعض من سار بقلبه وهمّته وعزمه  السائر ببدنه؛ لأن المتخلف لعذر شريك للسائر، كما قال النبي لما رجع من غزوة تبوك:(إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم، حبسهم العذر)أي: معكم في الأجر.ولابد هنا من التنبيه على بعض المفاهيم والأفكار الخاطئة عند بعض الناس الذين قد يفهمون من الاستطاعة التخفيف من شأن الحج ، فينتهي بهم الأمر إلى التكاسل والتهاون ، فيؤخر الواحدُ حجَه بحجة أنه لم يبلغ الأربعين أو الستين، فلتعلم ـ أخي المسلم ـ أنك إذا بلغت سن التكليف وهو ما حدده العلماء بسن الخامسة عشر،وكانت لك  القدرة المالية والبدنية ، فقد وجب عليك الحج، كذلك من الأخطاء الشائعة ترك فريضة الحج مع القدرة أو تسويفه من أجل المشاريع التجارية الزائدة عن الحاجة ، أوترك هذه الفريضة  بسبب البخل والشح، أو خشية الفقر، وهذا في الحقيقة من تخويف إبليس كما قال تعالى: ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ [البقرة:268]، والرسول يقول: (تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب) فبين أن الحج ينفي الفقر عن المسلم.من الأخطاء كذلك ترك فريضة الحج عمن توفي وكان له مال، فيسرع الورثة إلى اقتسام التركة  دون التفكير في الحج عن المتوفى، سواء كان المتوفى من الوالدين أو من الأرحام، فمن الجهل والغفلة أو من اللؤم والخسة أن يقتسم الأبناء إرث والديهم أو أحدهما دون التفكير في الحج عنه، أو يدفعان مؤنة وتكاليف ذلك لمن يحج بدلهما، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!
أخيرا أيها المسلمون ،فإن مما يجب على الحاج اجتنابه وبه يتم سلامة حجه، أن لا يقصد بحجه رياء ولا سمعة، ولا مباهاة ولا فخرا ولا خيلاء، وأن يقصد به وجه الله ورضوانه، ويتواضع في حجه ويخشع لربه.وعلى المسلم أن يحج بالطيب من الكسب، من المال الحلال؛ فإن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفق الحجاج لأداء مناسك الحج، اللهم اجعل حجهم مبرورا، وسعيهم  مشكورا،وذنبهم مغفورا، اللهم من لم يستطع منا الحج فافتح له أبواب فضلك وإحسانك، ووفقه لتلبية ندائك يا أكرم الأكرمين. اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر. اللهم ارحمنا رحمة من عندك تهدي بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتلم بها شعثنا وترد بها الفتن عنا. اللهم هيء لهذه الأمة من يقيم علم الجهاد ويجدد أمر الدين.اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت، وإذا دعيت به أجبت، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام أن تعز الإسلام والمسلمين، وأن تذل أعداء الدين، وأن تنصر المجاهدين وأن تصلح من في صلاحه صلاح الإسلام والمسلمين، وأن تهلك من في هلاكه صلاح للإسلام والمسلمين. اللهم ثبِّتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. اللهم لا تجعل لنا في هذا اليوم الكريم ذنباً إلى غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته, ولا ميتاً إلا رحمته, ولا عاصياً إلا هديته, ولا ديناً إلا قضيته, ولا مبتلى إلا عافيته, ولا عسيراً إلا يسرته, ولا مظلوماً إلا نصرته, ولا ظالماً إلا إلى الحق أرشدته, فإن أبى فلا تدعه إلا قهرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم احشرنا يوم القيامة في زمرة نبينا محمد وتحت لواء نبينا محمد آمين ،والحمد لله رب العالمين.

 

جمعة 11 ذو القعدة 1427 / 01 دجنبر 2006
مسجد الرحمن ـ دبيلت ـ هولندا