04192024الجمعة
Last updateالجمعة, 17 تشرين2 2023 8pm

خطب ومحاضرات

واجبات الآباء نحو الأبناء

p22_20090302_pic1_full

 قال ابن خلدون:(إعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعارالدين. أخذ به أهل الملة ودرجوا عليه في جميع أمصارهم .وصار القرآن اصل التعليم الذي يبني عليه ما يحصل بعده من الملكات،لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات، وعلى الأساس وأساليبه يكون حال من يبنى عليه).ونصح ابن سينا في كتاب السياسة بالبدء بتعليم الولد القرآن الكريم بمجرد استعداده جسمياً وعقلياً لهذا التعليم، ليرضع منذ الصغر اللغة العربية الأصيلة، وترسخ في نفسه معالم الإيمان.

 الحمد لله القاهر.خلق الخلق من غير سبق .فطر السماوات والأرض بقدرته،ودبر النور في الدارين بحكمته،وما خلق الإنس والجن إلا لعبادته ، فالطريق إليه واضح ،ولكن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، وهوأعلم بالمهتدين،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً، والصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله،صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين وعلى آلك وأصحابك وسلم.أما بعد فيا أيها الإخوة المسلمون..إذا كان الله سبحانه وتعالى قد أكرم الإنسان بنعمة الولد فلا ينبغي أن ننسى واجبنا تجاه هذه النعمة العظيمة، وأهم واجب وأول واجب هو حفظ النعمة التي استوصانا الله بها خيراً قال تعالى: (يوصيكم الله في أولادكم)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته".

إنه دليل واضح على أهمية تربية وإعداد الأطفال كما يحب ربنا ويرضى. مخلصين النية لله. فلا نربي من أجل الابن فحسب، ولكن من أجل خالق هذا الابن وصاحب هذه النعمة ،قال تعالى: ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) وأول ما ينبغي تعليمه للأولاد، القرآن الكريم.قال ابن خلدون: (إعلم أن تعليم الولدان للقرآن، شعار الدين أخذ به أهل الملة ودرجوا عليه في جميع أمصارهم ...وصار القرآن اصل التعليم الذي يبني عليه ما يحصل بعده من الملكات،لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات، وعلى الأساس وأساليبه يكون حال من يبنى عليه).ونصح ابن سينا في كتاب السياسة بالبدء بتعليم الولد القرآن الكريم بمجرد استعداده جسمياً وعقلياً لهذا التعليم، ليرضع منذ الصغر اللغة العربية الأصيلة، وترسخ في نفسه معالم الإيمان.الوالدان ولا سيما الأب مكلف شرعاً بالإنفاق على تعليم أولاده سواء بإحضار معلم فاضل لهم، أو إرسالهم إلى المدارس  ودور العلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة وألا يرزقه إلا طيباً).قال ابن القيم: (فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً).ولا بد من الإشارة أن هناك فروق بين الأطفال تجعل كلاً منهم يختلف عن الآخر في جميع جوانب شخصيته، فكل طفل لديه قدرات خاصة، وطاقة معينة، وميول مختلفة.وعلى الوالدين أخذ ذلك كله في الاعتبار، أثناء عملية التعليم، والتوجيه للمهنة والعمل مستقبلاً.قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (قيمة كل امرئ ما يحسن).فواجب الوالدين، أن يحرصوا على تعليم أولادهما القرآن الكريم، وعلوم الشريعة الإسلامية، التي هي فرض عين على كل مسلم، لتكون عوناً لهم على فهم مقاصد الإسلام، وتطبيق أوامر الله سبحانه وتعالى، وبعد ذلك يوجهان كل ولد إلى الدراسة التي تلائم طبعه، وتوافق ميوله.وليس عيباً أن تتجه ميول الولد إلى تعلم الحرف،ولا سيما في هذه البلاد حيث الامكانات متوفرة والاختصاصات متعددة. فالحرف من اسباب عمارة الكون ومن الصناعات التي لا يستغني عنها أي مجتمع.ولكن العيب يكون في إجبار الولد على اختيار ما يخالف ميوله واتجاهاته فتكون النتيجة غالباً هي الفشل في الدراسة. فيخسر الوالدان ما دفعاه في تعليم الولد من جهد ومال، ويعيش الولد في قلق وتوتروضياع نتيجة لقضاء سنوات طويلة من عمره في جهد لم يفلح فيه، وربما كان ذلك عائقاً له عن الاستقرار في المستقبل.كما يخسر المجتمع الإسلامي، شخصية إسلامية، كان من الممكن أنت تكون عضواً نافعاً من أعضاء الأمة الإسلامية، لو وجهت الوجهة الصحيحة.إذاً فالمهم هو التوجيه السليم للولد ليختار ما يناسب ميوله ثم إقناعه بأهمية التخصص الذي اختاره، وحاجة الأمة الإسلامية إليه، وذلك لزرع الثقة في نفسه، وتحفيزه على الرضا بما منحه الله من قدرات وطاقات، وبما يسره له من فروع العلم والعمل.على الوالدين أيضا مراعاة مراحل النمو ومطالب كل مرحلة ،ومراعاة الفروق الفردية بين أولادهما، والمساواة في معاملتهم وعدم تفضيل الذكور على الإناث، لأنهم جميعاً هبة من الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: (يهب لمن يشاء إناثاً، ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً، ويجعل مَن يشاء عقيماً) كما على الوالدين مراعاة التدرج في تربية الطفل وتعليمه، حسب سنه ، وقدرته على الفهم.وهذه قصة طريفة تبين مدى اهتمام السلف الصالح باتباع التدرج في تهذيب وتعليم الأطفال (قال سهل بن عبدالله التستري، كنت وأنا ابن ثلاث سنوات، أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت: كيف أذكره، قال: قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات،من غير أن تحرك لسانك: الله معي،الله ناظر إليّ، الله شاهد، فقلت: ذلك ليالي، ثم أعلمته فقال: قل ذلك في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال: قل ذلك كل ليلة إحدى عشر مرة، فقلته، فوقع في قلبي حلاوته، فلما كان بعد سنة، قال لي خالي، احفظ ما علمتك، ودم عليه إلى أن تدخل القبر، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة.فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لذلك حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يوماً: يا سهل مَن كان الله معه، وناظر إليه، وشاهد، أيعصيه، إياك والمعصية، فكنت أخلو بنفسي، فبعثوا بي إلى المكتب، فقلت: إني لأخشى، أن يتفرق علي همي،ولكن شارطوا المعلم، أني أذهب إليه ساعة فأتعلم، ثم أرجع، فمضيت إلى الكتاب،فتعلمت القرآن وحفظته وأنا ابن ست سنين،أو سبع سنين).في هذه القصة نلاحظ، أن خال سهل، ألقى ببذور الإيمان في قلبه منذ صغر سنه، ثم ترك تلك البذور تنمو بالتدرج إلى أن أينعت وقطف سهل الثمار الشهية، حيث استقرت حلاوة الإيمان في قلبه، وحفظ القرآن الكريم، وأصبح من عباد الله الصالحين.فتعليم الأطفال وتهذيبهم، بهذا الأسلوب هو الضمان بإذن الله لنجاح الجهود التربوية.وأذكرهنا حديثين لرسول الله صلى الله عليه وسلم تبين مدى اهتمامه بالشفقة والرحمة والعطف على الأطفال.عن أبي هريرة رضي الله عنه: قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالس فقال: (إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً)، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: مَن لا يَرحم لا يُرحم. وقال أسامة بن زيد رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن  على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: (اللهم ارحمهما فإني أرحمهما) ولكي يتمكن الوالدان من تأدية دورهما في تربية الأولاد، وتهذيب أخلاقهم بنجاح، لابد أن يكونا قدوة صالحة لهم.فالطفل وخاصة في مراحل طفولته الأولى يرهف سمعه لكل كلمة يقولها الأبوان، ويترصد كل حركة تصدر عنهما، ثم يقلدهما في كل ما سمع ورأى.ونظراً لأهمية القدوة الحسنة فقد أمر الله تعالى الآباء بإصلاح أنفسهم قبل تربيتهم لأولادهم فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة).ففي هذه الآية أمر من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بأن يقوا أنفسهم أولاً وأهليهم ثانياً، من النار، وذلك بتطبيق شرع الله، وحث الأهل بما فيهم الأولاد والزوجة على الالتزام بأوامر الله وتطبيقها التطبيق السليم.فإذا كانت القدوة حسنة، فهناك أمل كبيرفي صلاح الطفل، وإن كانت القدوة سيئة فهناك احتمال أكبر بفساده.إذاً على الوالدين أن يفهموا دورهما، ويقدروا ضخامة مسؤوليتهما تجاه أولادهما، فليست المسؤولية هي توفير الغذاء، واللباس والعناية بالجسم فقط، بل هذا جزء من المسؤولية، المسؤولية الكبرى تتمثل في تربية وتنمية شخصية الطفل الجسمية والعقلية، والروحية.الطفل نعمة من نعم الله لوالديه، وزينة لهما، يدخل وجوده على حياتهما البهجة والسرور، كما قال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).لكنه في نفس الوقت امتحان من الله لوالديه، كما قال تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة).فإذا أحسن الوالدان تربية أولادهما، حصلا على سعادة الدنيا والآخرة، واجتازا الامتحان بنجاح بإذن الله، وإن أفسدا هذه التربية كان لهما سوء العاقبة في الدنيا والآخرة.ففي الدنيا يخسران أولادهما، حيث ينشأ أولئك الأولاد، نشأة غير صالحة، فيكونون عناصر هدامة ، ضرهم أكثر من نفعهم، فيسببون للوالدين المشاكل التي لا تنتهي، فكثير من الأولاد الذين لا يحسن الوالدان تربيتهم يسيئون إلى والديهم بالعقوق والعصيان والتمرد.أما سوء العاقبة في الآخرة، فهو عقاب الله ومحاسبته للوالدين على التفريط، وإضاعة الأمانة، وقد قال صلى الله عليه وسلم : "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها). اللهم افتح مسامع قلوبنا لذكرك وارزقنا طاعتك وطاعة رسولك وعملا بكتابك.ادعوا الله عسى أن تكون ساعة استجابة .

الحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يسبح له ما في السماوات وما في الأرض،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،وأشهد أن سيدنا وإمامنا محمداً عبد الله ورسوله،البشير النذير والسراج المنير، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين، أما بعد عِبادَ الله، بعض الآباء والأمهات يجد بعض الأبناء أقرب إلى قلوبهم، فيظهرون هذا في معاملتهم؛ وهو ما يولد حقدا وكرها من الولد للأم والأب والإخوة أيضا، وإن كنا لا نستطيع التحكم في القلوب، وأن نجعلها تقسم الحب بالتساوي، فيجب التسوية بين الأبناء في العطية، والابتسامة والمعاملات،وقد رفض الرسول أن يشهد على هبة والد لأحد أبنائه، وقال له:"إني لا أشهد على جور" بعض الآباء أيضا يرون أن تشديدهم على أبنائهم في بعض مظاهر الدين هو الدين كله، فيتهمون أبناءهم في بعض السلوكيات على أنهم "فسقة"، وأنهم "منحلون"، وأنهم يريدون العبث واللهو، وهذا حرام، مع أن هذا الشيء قد لا يكون حراما، فهذا التضييق والتشدد يجعل الأبناء في حالة من التشتت وربما زاده ذلك عنادا فارتكب ما هو حرام فعلا .على الآباء أيضا أن يدركوا طبيعة المرحلة التي يعيشها أبناؤهم، وأن يدركوا أيضا أن الأجيال مختلفة، وأن التأثيرات في البيئة المحيطة لها فعلها في النفوس، ولهذا ما أحسن ما كان يعالج به النبي صلى الله عليه وسلم خطأ الناس، مثال ذلك الشاب الذي جاء يستأذنه في الزنى، وكاد الصحابة أن يبطشوا به، ولكنه قربه منه، وكلمه بحوار العقل والقلب،وطرح عليه أسئلة تقضي على رغبته الهدامة، فقال له:" أترضاه لأمك؟" قال: لا والله يا رسول الله. فقال له صلى الله عليه وسلم: "فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم"، أترضاه لأختك؟ قال: لا والله يا رسول الله؟ قال: فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم...وما زال به يذكر أقاربه من عمته وخالته، ثم وضع يده على قلبه، ودعا له بالهداية. فخرج الشاب وهو يقول: والله يا رسول الله ما كان أحب إلى قلبي من الزنى، والآن ما أبغض إلى قلبي من الزنى. فإن رأى الآباء شيئا يكرهونه من أبنائهم، فليكن الحوار هو السبيل لإقناعهم لأجل ترك شيء، أو فعل شيء. بعض الآباء يعتقدون أنهم يملكون الحق الأوحد، وأن الأبناء دائما على خطأ، فيشعر الأبناء أن آباءهم وأمهاتهم لا يملكون القدرة على خطابهم، وأنهم يسيئون إليهم دائما؛ وهو ما يحدث فجوة كبيرة بين الآباء والأمهات.إن احترام آراء الأبناء والتحاور معهم وإقناعهم هو السبيل للتربية الصالحة، أما أن يكون الآباء والأمهات ملائكة لا يخطئون، فهذا هو الخطأ بعينه.

أيها المسلمون، إنّ أعظم مسؤوليات المسلم اتجاه أسرته بعد اختيار الزوجة تكمن في تربية أبنائه التربية الصالحة، ورعايتهم الرعاية الشرعيّة التي كلّفه الله بها، وهذا ابتلاء وامتحان للعباد، لا ينجح فيه إلا من وفقه الله وأراد به خيراً .وفي حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يقول المصطفى صلى الله عليه وسلّم:(من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كُنّ له ستراً من النار) متفق عليه. فمن أراد النجاة، سلك سبلها، ومن سبلها الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلّم واتباع هديه.ومن هديه صلى الله عليه وسلم في تربية الأطفال: تعويدهم على فعل الخيرات، روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله: (حافظوا على أبنائكم في الصلاة، وعوّدوهم الخير فإنّ الخير عادة). ومن هديه عليه الصلاة والسلام أيضاً ربط الأبناء بالمساجد وتوجيههم إليها، بل كان يذهب أكثر من ذلك فيتجوز في صلاته مراعاة لحال الصبية الذين تصطحبهم أمهاتهم إلى المسجد .روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(إِنِّي لأَقُومُ فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا،فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ).‏فالمسجد إذا ًروضة يجتمع فيها الصغير والكبير ويرتادها الرجل والمرأة، قال صلى الله عليه وسلم:(من جاء مسجدنا هذا يتعلم خيراً أو يعلمه، فهو كالمجاهد في سبيل الله)، أخرجه ابن ماجه. فإذا كان الوالدان من الصالحين واجتهدا في تربية أبنائهما تربية ترضي الله سبحانه، خرّجا جيلاً سويّاً رشيداً، أمّا إن قصّرا في ذلك فربّما نتج غرسهما عن عاق أو معوّق ينحرف عن الطريق،ويصير وبالاً على نفسه وأسرته ومجتمعه .ولا يتعارض هذا مع قوله تعالى: " يُخْرِجُ ٱلْحَىَّ مِنَ ٱلْمَيّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيّتَ مِنَ ٱلْحَىّ " [يونس:31]، الذي قيل في تفسيره: إن الله تعالى يُعقب الكافر بابن مؤمن، والفاسق بابن صالح، كما قد يُعقِب الصالح والمؤمن بابن فاسق أو كافر .وبرهان ذلك جليٌّ واضح في قصة نبي الله نوح عليه السلام وابنه الذي كابر وأصر على الكُفر حتى مات عليه، وكان من الهالكين فتحمّل أخي المسلم مسؤوليتك كاملةً وكن لابنك كما كان نبيّك لأولاده وأولاد المسلمين، أباً رحيماً ومربّياً حكيماً.

اللهم أيقظ قلوبنا من الغفلات،وطهر جوارحنا من المعاصي والسيئات، ونق سرائرنا من الشرور والبليات. اللهم باعد بيننا وبين ذنوبنا كما باعدت بين المشرق والمغرب، ونقنا من خطايانا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد، اللهم اختم بالصالحات أعمالنا وثبتنا على الصراط المستقيم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم اجعلنا من المتقين الذاكرين الذين إذا أساءوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلح لي دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجعل الموت راحةً لنا من كل شرّ. اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك ونسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك منها غير مفتونين يا رب العالمين. اللهم اجعل خير عمرنا آخره وخير عملنا خواتمه وخير أيامنا يوم نلقاك .ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة و قنا عذاب النار و ادخلنا الجنة مع الأبرار يا عزيز يا غفار." ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين." ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

                                                                                                                           ذ.محمد الجابري

جمعة 21 جمادى الأولى 1430 / 15ماي 2009
مسجد الرحمن ـ دبيلت ـ هولندا

Bookmakers bonuses with www gbetting.co.uk site.