دلّت الأدلّة المعتبرة على أنّ العلماء هم ورثة الأنبياء في البيان والتبليغ وقول الحقّ بالحكمة والموعظة الحسنة وعدم الخشية إلا من الله، وأنهم شهداء على الأمّة وأمناء عليها، وأنهم المرجع عند الخلاف،والعلماء اليوم يشهدون محاولات كثيرة لتحريف ثوابت الإسلام وقضاياه وجرّه إلى الإفراط والتفريط؛ لذلك اتفقوا على وضع وثيقة جامعة تقوم على الثوابت من الدين في قضايا الوقت التي يختلفون فيها عسى أن تكون مآبا للاحتكام، تجتمع عليه الكلمة، وتتوحّد عليه القلوب والعقول، فتتوجّه الأمّة إلى ما .كُلّفت به من عمارة الأرض والشهادة على الناس، وتعصم جهودها من أن تذهب هباء في سبل النزاع مذهب الريح.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
توطئة
جاء الإسلام رحمة للعالمين، فالله تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، عاقلا كريما حرّا، وهداه إلى الحقّ، وأرشده إلى الخير، وكلّفه بعمارة الأرض، وحكم بالعدل بين الناس أفرادا وجماعات وشعوبا وأمما. ومن رحمته تعالى أن أرسل إلى الناس الأنبياء، يعلّمونهم الحقّ ويهدونهم إلى الخير،وختم موكب الأنبياء بالنبي الخاتم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم الذي ربّى أمته على الخير والصلاح والرحمة والعزة والفلاح( يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) ( الجمعة 2 ) وقد ترك في الناس مصدرين يعصمان من الضلال: القرآن الكريم والسنة الشريفة.
وقد جاء في القرآن والسنة من البيان ما فيه شفاء للناس، وما لو تدبّروه بالفهم ونزّلوه بالحكمة لنشر بينهم الأمن والسلام والعدل، غير أنّ شقّا من الناس تنكّبوا عنه بالجحود، وشقّا آخر انحرفوا عنه بخلل في الفهم، أو أخطأوا في تنزيله على واقع الحياة، فإذا بعض الجاحدين يكيدون له كيدا، وإذا بعض المؤمنين يخطئون في التأويل، فنشأ من ذلك خلاف تطوّر إلى الشقاق بل انتهى أحيانا إلى الاحتراب.وقد دلّت الأدلّة المعتبرة على أنّ العلماء هم ورثة الأنبياء في البيان والتبليغ وقول الحقّ بالحكمة والموعظة الحسنة وعدم الخشية إلا من الله، وأنهم شهداء على الأمّة وأمناء عليها، وأنهم المرجع عند الخلاف، قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًاً) (النساء/ ٨٣(
والعلماء اليوم يشهدون محاولات كثيرة لتحريف ثوابت الإسلام وقضاياه وجرّه إلى الإفراط والتفريط؛ لذلك اتفقوا على وضع وثيقة جامعة تقوم على الثوابت من الدين في قضايا الوقت التي يختلفون فيها عسى أن تكون مآبا للاحتكام، تجتمع عليه الكلمة، وتتوحّد عليه القلوب والعقول، فتتوجّه الأمّة إلى ما كُلّفت به من عمارة الأرض والشهادة على الناس، وتعصم جهودها من أن تذهب هباء في سبل النزاع مذهب الريح.
أولا ـ الإسلام: حقيقته وفهمه
1- الإسلام دين كل الأنبياء، وهو في صورته الخاتمة التي نزّلت على محمد صلى الله عليه وسلم، خطاب عامٌّ للناس جميعًا، في كلِّ مكان وزمان. قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا))سبأ/٢٨( ، وقال: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) (الفرقان/١). والناس في هذا الخطاب سواءٌ، لا يفضل بعضهم بعضًا، فهو خطاب لا إكراه فيه، يقوم على احترام العقل وحرَّية الاختيار.
2- أصول عقيدة الإسلام واحدة قاطعة، قررها الكتاب والسنة، غير أن التأويلات المنحرفة التي أُدخلت فيها عبر التاريخ هي التي أحدثت فيها تشويشا، وأدخلت على الأمّة بسبب ذلك فرقة، والأصل في علاج ذلك العودة بها إلى مصدرها المؤسّس قرآنا وسنّة.
3/ 1ـ الإسلام شامل لجميع شؤون الإنسان: عقيدة وشعائر تعبدية وأخلاقًا ومعاملات وسياسة واجتماعًا واقتصادًا وغير ذلك. قال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ) )النحل/ ٨٩(. فهو دين يتوافق مع الفطرة السليمة للإنسان بصفته مستخلفاً لعمارة الأرض، ويبيِّن له حقيقة الوجود، ويهديه إلى الخير، كما يحثه على تزكية نفسه، ويرشِّد علاقته بربه، وبأسرته ومجتمعه وبيئته، والإنسانية كافّة.
3/2 ـ القرآن الكريم هو المصدر الأساسي الذي يؤخذ منه الدين. وهو قطعي الثبوت، محفوظ بلغته وألفاظه التي أوحي بها من عند الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو متواتر حفظه في الصدور والسطور جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة.
3/ 3ـ ويأتي الثابت من السنة النبوية الشريفة، في المرتبة التالية للقرآن الكريم، بصفتها وحيًا، شارحة ومبينة للقرآن ومنشئة لبعض الأحكام.
4/3 ـ ومن نصوص المصدرين ما هو قطعي الدلالة لا يتغيَّر فهمه بتغيُّر الأحوال والأزمان، كوحدانية الله تعالى وفرضية الصلاة، ومنها ما هو ظني الدلالة يحتمل أكثر من تفسير ما اعتُمد فيه المنهج السليم بضوابطه من أهله وفي محله. مع مراعاة مقتضيات اللغة العربية، وأسباب النزول، والوحدة الموضوعية، فلا مجال لتثبيت ما هو متغيِّر أو تغيير ما هو ثابت. وينبغي أن يؤخذ في الاعتبار المقاصد والمآلات؛ وبخاصة الكليات الخمس: من حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. بعيدًا عن كل تأويل لا تحتمله الألفاظ ولا نُظمها.
4 ـ جاء الدين لتحقيق مصالح العباد في الدنيا والآخرة، ومدار أحكامه جميعاً رفع الحرج والتيسير على الناس في حياتهم الفردية والجماعية. مع أهمية مراعاة فقه الواقع والأولويات والموازنات في تنزيلها على الواقع درءا للمفاسد وجلبا للمصالح.
5 ـ كلُّ أحكام الدين التي تثبت بأدلّتها تكون من حيث المبدأ واجبة التنفيذ في واقع الحياة الفردية والجماعية؛ إذ هي ما شرعت إلا لتصلح الحياة، غير أنّ بعضها قد تحفّ بالواقع الذي تُنزّل فيه أحوال وملابسات تجعله لا يحقّق المقصد الذي من أجله شرع، فتؤخذ بعين الاعتبار - إذن - الذرائع والمآلات، ويُصار بتلك الأحكام إلى التأجيل أو التعليق أو التدريج، مع بقائها على مشروعيتها، حتى ترتفع تلك الأحوال والملابسات، والتنفيذ الآلي لأحكام الدين دون فقه في التنزيل قد تنشأ عنه مفاسد جمّة وقد جاء الدين لتحقيق مصالح العباد.
ثانيا ـ الإنسان في الإسلام: الحقوق والواجبات
6/1 ـ الإنسان اصطفاه الله واستخلفه في الأرض قال تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) )البقرة/ ٣٠(، وكلَّفه بعمارتها قال تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا))هود/ ٦١(، يسعى في ذلك على هدي من أحكام الله تعالى، في معتقده وفي سلوكه، ولا تكون العمارة إلا بالعمل لاستثمار مقدَّرات البيئة الطبيعية التي سخَّرها الله تعالى له، ولا يكون العمل إلا بالعلم بالسنن والقوانين الكونية، ذلك واجب الإنسان عامَّة، وواجب الأمَّة المسلمة خاصَّة، إذ عمارة الأرض بالبناء الحضاري فيها من صلب الدين.
6/2 ـ الإنسان مكلَّف بأن يَعْمُر الأرض على أحسن وجه لا يترتب عليه فساد ولا ضرر ولا إضرار بالإنسان والحيوان والبيئة ، والحفاظ على أمن المجتمعات ومقدراتها، قال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (الأعراف/ ٨٥(، وإن امتحانه في هذا المجال يكون بالأتقن والأحسن المستمر الذي يحقق الإبداع المتواصل، قال تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا))الملك/ ٢(.
7 ـ الإنسان بمقتضى إنسانيته كائن مكرم قال تعالى: ) وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) (الإسراء/ ٧٠(. بقطع النظر عن عرقه ولونه وجنسه ودينه ، خُلق في أحسن تقويم، وسُخِّرت له الطبيعة في سبيل نفعه؛ ولهذا لا يجوز بحال انتهاك كرامته بالاعتداء أو الامتهان أو الاحتقار أو التمييز العنصري بأيِّ سبب من الأسباب، لا في حال السلم ولا في حال الحرب، لا في حال الحياة ولا في حال الممات.
8 ـ للإنسان بمقتضى إنسانيته حقوق لا يجوز انتهاكها، مثل: حقّ الحياة وحقّ الحرية وحق العدل وحق الأمن وحق العيش الكريم بتوفير ضرورات الحياة؛ من ملبس ومأكل ومسكن وتعليم وعلاج، وحقّ التنقُّل، وحقّ الزواج، وحقّ الحرمة الجسدية. وعلى كلِّ مجتمع خاصٍّ وعلى المجتمع الإنساني عامَّة أن يسعى في توفير تلك الحقوق وحفظها.
9 ـ حقُّ الحرية الخاصَّة والعامَّة مكفول لكلِّ إنسان، ومن حقّ الحرية حقّ الاختلاف في الرأي، وحقّ التعبير عنه أفرادا أو جماعات أو منظمات سواء كان رأيا سياسيا أو مذهبيا أو دينيا، وحقُّ النقد والمعارضة، إلا أن تؤدِّي ممارسة تلك الحقوق إلى إلحاق ضرر خاصٍّ أو عامٍّ، أو اعتداء على المقدسات أو الثوابت القيمية والخلقية والدينية، أو تؤدِّي إلى تكفير أو تبديع لمعيِّن من أفراد أو جماعات، فهو من اختصاص مؤسسات القضاء العادل والهيئات العلمية المعتمدة.
10 ـ الدماء والأموال والأعراض حرام مغلَّظ انتهاكها، والتحرِّي فيها إلى أقصى الحدود واجب في الدين، والاعتداء على الإنسان بالقتل والجرح والانتهاك والاغتصاب ممارسة أو تخويفا أو إرهابا من الكبائر في الدين، وعلى الأفراد والمجتمع والدولة التصدِّي لذلك بحسب صلاحية كلٍّ منهم، قال تعالى: (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا))المائدة/٣٢.(
ثالثا ـ المسؤولية الحضارية للأمّة
11 ـ إن النهوض بعمارة الأرض مشترك إنساني، لا يمكن لفئة واحدة من الناس أو شعب واحد من الشعوب، أو جيل واحد من الأجيال أن يقوم به، وإنما هو رهين بالتعاون بين كلِّ الأمم والشعوب والقبائل والأجيال، لذا وجب على المسلمين التعاون على البر والتقوى مع أمم الأرض وشعوبها - بقطع النظر عن أجناسهم وأديانهم - وذلك في سبيل إقامة العمران وبناء الحضارة مصداقا لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا))الحجرات/١٣ (.
12 ـ يشكل المسلمون أمّة من الناس، تتميز بهويّتها الحضارية التي تؤسّسها: عقائد الإسلام وأحكامه وأخلاقه من حيث النظرة إلى الخالق والكون والإنسان، وبناء على تلك الهوية تسهم الأمة الإسلامية في الحضارة الإنسانية إسهام عطاء وإضافة، بما فيه خير الإنسان في الحال والمآل مصداقا لقوله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (ال عمران/ ١٠٤(، فواجب الأمة الحفاظ على هويتها والاعتزاز بها وعدم التفريط فيها، والعطاء والإضافة من خلالها
13 ـ إن الشهادة على الناس: تبليغا للدين، ونشرا للخير، وإقامة للعدل، ونصرة للمظلومين هي مسؤولية هذه الأمة عملا بقوله تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ))البقرة/ ١٤٣(، وتقتضي هذه الشهادة أن تكون هذه الأمّة أنموذجا حضاريا في إعداد الإنسان القويم وبناء العمران السليم، وهو واجب عليها، فإن أخلّت به فقد أخلّت بواجب الشهادة.
14 ـ البناء الحضاري والتعمير في الأرض والتنمية الشاملة تكليف شرعي للأمّة الإسلامية، فقد جاءت رسالة الإسلام لإسعاد البشرية في الحياة الدنيا والآخرة ؛ قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا))القصص/ ٧٧( ولذلك فإنّ السعي باستكشاف القوانين الطبيعية، والسنن الكونية ؛ واستثمار مقدرات الأرض أصل في الدين، قال تعالى ):هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا(هود٦١ (.
15 ـ جاء الإسلام محررا للعقول من الخرافات والأوهام، وللنفوس من الاستعباد والاستبداد، وبهذه القيم صنعت أمة الإسلام حضارتها ولا مطمع لها اليوم في النهوض الحضاري إلا بتحريرالعقول من المكبّلات وتحرير النفوس من القابلية لليأس والهزيمة، وتلك هي البداية الضرورية للنهضة الإنسانية الراشدة.
16 ـ إن وحدة المسلمين أصل من أصول الدين قال تعالى: )إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ( )الأنبياء/ ٩٢ (، فعليهم السعي في تحقيقها، أفرادا وجماعات وشعوبا ودولا، وتتمُّ الوحدة على النحو الذي يناسب الزمان والمكان، ومن أهمها: وحدة في الشعور بالأخوّة في الدين، ووحدة في التعاون على البرّ والتقوى، والتكافل الاقتصادي والتكافل الاجتماعي، ونبذ الفرقة والتنازع، قال تعالى ):وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْﱠ) ( الأنفال/٤٦ (.
17 ـ من مقاصد الإسلام السعي للإصلاح بين الناس بالحوار والجدال بالتي هي أحسن، والسعي لفض النزاع وحل الخصومات بين الأفراد والجماعات والدول، ومن واجب المسلمين عامّة ولا سيما الحكام والعلماء، أن يسعوا بالصلح بين المتخاصمين، وأن يهيّئوا لذلك الأسباب الناجعة لقطع طريق الفتنة، الذي يهدر الكليات الخمس: من حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل، قال تعالى ) :لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )( النساء/١١٤(.
18 ـ التكافل بين الناس مبدأ إسلامي، فللفقراء والمحتاجين والمحرومين والعجزة حقّ إلى الحدّ الذي يوفر لهم الكفاية، ويحفظ لهم الكرامة. ويشمل هذا الواجب الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والأمة وكل تقصير به يترتب عليه إثم عظيم .
19 ـ على المسلمين نصرة المظلوم سواء في نطاق الأمّة أو في خارجها، سواء كان المظلوم مسلما أم غير مسلم، وتكون النصرة بالشكل الملائم لرفع الظلم. وإن التخلّي عن هذه النصرة مع توفُّر القدرة إخلال بهذا الواجب الديني، قال تعالى: )وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)(المائدة/٢(
20 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتغييره واجب ديني، ولكنّه مقيّد بضوابط وقواعد، منها: التفرقة بين ما هو من واجب الأفراد والجماعات، وما هو من واجب الدولة، قال تعالى: ) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ) آل عمران/١٠٤ (.
21 ـ على حكّام المسلمين أن يسوسوا شعوبهم بالعدل، وأن يهيّئوا لهم ظروف الحرية، ليكون لهم حق الاختيار لما يريدون من نظم الحياة ولمن يسوسهم بها . ومن حقّ الشعوب أن تقاوم الاستبداد والفساد، وتجابه الظلم بالطرق المشروعة التي لا تؤدّي إلى فتنة ضررها أعظم، قال تعالى: )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) (النساء/ ٥٨ (.
22 ـ على المسلمين أن يطلبوا الحكمة أينما كانت فـ"الحكمة ضالّة المؤمن فحيث وجدها فهو أحقّ بها") أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الزهد/باب الحكمة الحديث رقم 4966(، وأن ينتفعوا من الإنتاج الحضاري النافع من شتى الأمم والحضارات.
23 ـ إن التربية والتعليم هما حجر الزاوية في تأسيس الأمم والمجتمعات والدول، وهو الطريق إلى عمارة الأرض،ولا يتم هذا إلا بمناهج علمية تزكي النفوس وترتقي بالعقول وترشدها إلى التفكير السليم، وبتكوين الناشئة على علوّ الهمم وعظائم الغايات بما يبعث فيهم روح الابتكار والمبادرة والريادة.
رابعا ـ الأمّة في مواجهة التحديات
24- الإنسان فردًا ومجتمعًا مسؤول عن البيئة التي يعيش فيها، فهي مسرح حياته،ومجال خلافته وتعميره، فإن وجدها صالحة، فعليه أن يستثمر مقدَّراتها بما لا يرهقها بالتبذير،ولا يُخلُّ بتوازنها بالشره الاستهلاكي ،ولا يفسدها بالتلويث، وأن يبقي عليها حقّا للأجيال على تعاقب العصور، فهذه البيئة أُعدّت لأجيال الإنسان ما وجد الإنسان ولم تعدّ لعصرمن العصورأو حضارة من الحضارات،قال تعالى: (وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الأعراف/ ٥٦ (هذا وتواجه الإنسانية اليوم أزمة بيئية خانقة، وعلى الأمّة الإسلامية الإسهام في مواجهة هذه الأزمة وفق تلك المبادئ الإسلامية المتعلقة بالتعامل البيئي.
25 - تتعرّض الأمّة إلى تحدّيات كبيرة: داخلية: كالجهل والفقر والمرض والتخلف، وخارجية: مثل الغزو الفكري الذي يستهدف دينها وثقافتها، والشره الاستعماري المباشر والمقنّع الذي يستهدف ثرواتها، وعليها أن تواجه هذه التحدّيات، وأفضل ما تواجه به التمسّك بدينها، والتقدّم في العلم، والإخلاص في العمل العمراني البنّاء، فتلك هي أسباب القوّة التي تواجه بها التحدّيات.
26 ـ من أكبر التحدّيات التي تواجه الأمّة في هذا العصر الاحتلال الصهيوني الذي أدى إلى أن شُرّد شعب كامل،واغتصبت أرضه، وصودرت أمواله،ورمي به في الآفاق تنهشه المجاعة والفقروالحرمان والتشرّد، ومن وراء الاعتداء على ذلك الشعب اعتداء على كلّ المسلمين لانتهاك مقدّساتهم، واعتداء على الإنسانية كلّها لانتهاك كرامتها فالواجب الديني على المسلمين نصرة القضية الفلسطينية بكلّ أنواع النصرة المتاحة، ليسترجع هذا الشعب أرضه وكرامته، وليتحرّر القدس والأقصى الشريف من الاستعمار الصهيوني الظالم وأن إقرار هذه المظلمة من كبائر الآثام في الدين، والتنازل عن هذا الحق كلّه أو بعضه خيانة عظمى.
27 - ومن أكبر التحديات التي تواجهه الأمة الاستبداد بأنواعه الذي كان أحد أكبر الأسباب في تخلّفها، وفي تعرّضها للاستعمار الذي استولى على ثرواتها الطبيعية، ودمّر مقوّماتها الثقافية، فعليها التحرّر منه بالطرق الناجعة.
28/1- ممارسة المظالم وإراقة الدماء البريئة في كثير من البلاد، وسلب الحقوق الأساسية للإنسان في الكثير من بقاع العالم، تحدٍّ كبير لا بدَّ لعلماء الأمة من تحريمه ومقاومته.
28/2 ـ السلام هو أساس العلاقة بين الشعوب والأمم عامّة وبين المسلمين وغيرهم خاصة، قال تعالى: )وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (الأنفال/ ٦١(، فعليهم معاملتهم بالرفق في نطاق الأخوّة الإنسانية، والتعاون معهم فيما فيه خير البشرية،وعليهم حلّ المشاكل العالقة بينهم بالحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، فإن تعرّضوا للاعتداء فعليهم ردّه بمثله في غير تنكيل ولا انتقام ولا تجاوز للحدود، قال تعالى: )فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ) ( البقرة/١٩٤ (.
28/3 ـ إن على الأمة الإسلامية مسؤولية كبرى في مواجهة هذه التحديات كلها بالوحدة والتعاون والتناصر، وبذل كل ما في وسعها لإصلاح حالها، وتغيير أنفسها نحو الأحسن، من خلال خطة استراتيجية شاملة تعيد لها خيرتها، وتحقق قوتها.
29/1 - تتعرّض الأسرة المسلمة اليوم إلى خطر كبير يؤذن بتفكّكها، وقد تعدّى ذلك الخطر حدود التصرّفات والأعمال إلى حدود القوانين والمعاهدات الدولية، وهو تحدّ كبير على الأمّة مواجهته بميزان الإسلام الذي يعدّ الأسرة هي الركن الركين للمجتمع، بسلامتها يسلم، وبنهوضها ينهض، حيث جاءت الأحكام فيها مفصّلة في انعقادها وفي سيرورتها وفي افتراقها وفي الحقوق والواجبات المترتّبة على أطرافها في كلّ أحوالها، ولذلك فإنّ الحفاظ على الأسرة وفق الأحكام المفصّلة التي جاءت فيها هو أحد أكبر الأسباب في نهضة المجتمع وفعاليته وإنتاجه، فينبغي رعايتها من أن تنال منها الرياح العاتية التي تجتاح العالم في شأنها.
29/2 ـ تتعرّض المرأة إلى أخطار كبيرة بين استلاب وافد وتقليد موروث، وعلى الأمّة مواجهتها بميزان الإسلام الذي جاء فيه ) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) (النحل/ ٩٧ (كما جاء فيه:" إنما النساء شقائق الرجال") رواه أبو داود 236، والترمذي 113، والبزار في البحر الزخار (13/74) وحكم بصحته بعضهم السلسلة الصحيحة للألباني (2863) )، فلكل منهما حقوق وواجبات، حيث يتساوى الرجال والنساء في الكرامة الإنسانية، ويتكافأون في أهلية التكليف، ويفضل بعضهم بعضًا فيما هيّأته لهم طبيعة الخلق.
خامسا ـ مسؤولية العلماء
30/1 ـ "العلماء ورثة الأنبياء" ولهم في الإسلام مكانة عظيمة في الدعوة والتبليغ، والحفاظ على الدين من التغيير والتحريف، مصداقا للحديث الشريف: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله , ينفون عنه تحريف الغالين , وانتحال المبطلين , وتأويل الجاهلين" (حكم بصحته السفاريتي في القول العلي (227) وقال الألباني في تخريج مشكاة المصابيح (239): "وصحح بعض طرقه الحافظ العلائي"(.
30/2 ـ العالم المعتبر هو الذي تتحقق فيه الصفات التالية:
- الجمع بين الإخلاص والعلم والعمل والتزكية.
- التخصص في معرفة الدين الإسلامي في نصوصه وأحكامه وأصوله وفروعه ومقاصده وقيمه وسائر علومه بقدر المستطاع والحاجة.
- الدراية بمعارف العصر وفقه الواقع ومصالح الناس ومقتضيات الاجتهاد والتجديد وفق قواعد اللغة، والمقاصد والأولويات والإمكانيات والمآلات بناء على الضوابط الشرعية المعتبرة.
- الأدب والتواضع والصبر والحكمة والحلم وحسن الخلق وحب الخير وإدامة النفع.
- الوعي بالسياسة والمجتمع والثبات على مبادئ الإسلام وثوابت الأمة وسائر القيم والفضائل.
- الرجوع إلى الحق عند تبين الخطأ لعدم عصمة العالم.
قال تعالى: "ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون"
30/3 ـ الدين هو محرّك الأمّة في نهضتها وعطائها وشهادتها على الناس، غير أنه قد يأتي عليه زمن تختلّ فيه بعض مفاهيمه في تصوّر المسلمين وفي أعمالهم؛ ولذلك فإنّ تعهّد تديّن الناس فهما وتنزيلا بالتصحيح والإصلاح والتفعيل أمر واجب، وهي المهمّة التي يضطلع بها العلماء، فمطلوب منهم أن يتعهّدوا تديّن الأمة بالإصلاح والتجديد تصحيحا للمفاهيم فيما يرد من المغالطات والمزاعم، واجتهادا فيما يأتي به الزمان والمكان من المستجدّات والنوازل حتى يكون الدين هو الحاكم على كلّ الحياة، قال تعالى: ) وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﱠ) (آل عمران/ ١٠٤(.
31/1- على العلماء الذين هم ورثة الأنبياء أن يؤدّوا أمانة العلم والدين نصحا وتوجيها وإصلاحا وتعليما، وأن يكونوا عدولا بين الناس لا ينحازون إلى فئة دون أخرى إلا بالحقّ،وأن يقدموا النصح للعامة والخاصة وأن يكونوا شهداء بالقسط على الجميع وأن يلتزموا الصدق ما استطاعوا فلا ينطقون إلا بما يرونه حقّا، فإذا لم يمكنهم أن يصدعوا بكلّ الحقّ فلا ينطقون باطلا، يلتزمون ذلك ولا يخشون في الله لومة لائم، فيجب أن يكونوا ممن قال تعالى فيهم: ) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا) ( الأحزاب/ ٣٩(.
31/2- وإذا كان للعلماء دور عامّ في إرشاد الأمّة إلى الخير وتوجيهها إلى الفلاح فإنّ عليهم واجب تصحيح المفاهيم التي يطرأ عليها الخلل بين الحين والآخر ويسبّب اضطرابا قد تكون له أبعاد خطيرة على وحدة الأمّة وعلى علاقاتها بالناس، وفي الزمن الراهن حصل بعض من ذلك الخلل – إفراطاً وتفريطاً -فينبغي على العلماء بيانه للناس.
31/3- ومما أثير في هذا العصر قضية الولاء والبراء،التي أسيئ فهمها وحرفت عن مسارها، والصواب هو أن يكون الولاء لله ولرسوله وللمسلمين ولاء النصرة في الحق، والبراء من الأعداء، بعدم التعاون معهم، وعدم ودهم وتبعيتهم، فلا يجوز نصرتهم على المسلمين، ولا على غيرهم من المظلومين، بل يجب أن يكون الولاء، للحق وأهله، والبراء من الظلم والباطل. وهذا المبدأ يراد به تماسك المسلمين ووحدتهم على أهدافهم وغاياتهم أمام وحدة الأعداء الظالمين. ولا يقصد بهذا المبدأ حسب منهج أهل الحق معاداة غير المسلمين من المسالمين، بل تطبق عليهم الآيتان الكريمتان : ) لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (الممتحنة/ ٨ – ٩(.
-31/4- ومما يبغي بيانه ما استشرى في هذا العصر من ظاهرة التكفير والتبديع، فتكفير المسلمين وتبديعهم انحراف عن منهج السلف الصالح، والأصل في أهل القبلة أنهم مسلمون إلا إذا ظهر منهم كفر بواح، وإذا ظهر قول أو فعل صريح في الكفر فالعالم يبين ذلك في عمومه، ولكن لا يحكم على صاحبه المعيّن بالكفر فذلك موكول للقضاء العادل في ظل سلطة شرعية. وأما البدعة فهي الزيادة أو التغيير في العقائد والشعائر التعبدية دون دليل معتبر، ولا ترد البدعة في العادات والمعاملات والشؤون الدنيوية، بل الأصل فيها الإبداع لتحقيق رسالة الإنسان في التنمية والاستخلاف.
32 ـ على العالم الرباني أن يفتي الناس بما يغلب على ظنه أنه حكم الله بمدركاته المعتبرة، وأن يراعي في ذلك مصالح الناس وقواعد الإفتاء، وأن الأفضل في العصرالحالي أن يكون الإفتاء جماعيا بحسب موضوعه وسياقه، وأن يحذر من ظاهرة الفوضى والشذوذ في بعض دعاوى الفتوى في العصر الحالي.
- للعلماء حقوق يجب مراعاتها ومنها:
- التمكين الكامل من واجب البيان والتعبير عن الدين وأحكامه وعن الموقف الشرعي من قضايا الوطن والأمة.
- حفظ الكرامة المادية والمعنوية، وعدم التعريض للإهانة والإساءة.
- الحق في التنظيم العلمائي والمجتمعي، والإسهام بالرأي والاقتراح والنقد في المجال العام والقضايا المستجدة.والله ولي التوفيق
هذه الوثيقة قد نوقشت في مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتأريخ 15-16 صفر 1439 هـ الموافق 3-5 نوفمبر 2017 ، فاعتمدها من حيث المبدأ ثم عملت لها ورش العمل في 6 نوفمبر 2017م فنوقشت من جميع العلماء وممثلي الاتحادات والروابط العلمائية التي حضرتها حيث تم اعتمادها المبدئي من قبلهم، ثم كانت هناك بعض المقترحات والملاحظات التحسينية فقامت الأمانة العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بترتيبها وتنسيقها لتظهر الوثيقة بهذه الصورة الحالية.