1 ـ ترحلين هكذا فجأة ،
كما هو الموت
كل مرة...
حين يختطف الأحبة
لم أودعك حتى..
بالأمس كلمتك عبر الأثير،
ودعوت لي ،
بالفتح..
والخير العميم ...
( الله يعطيك ويغنيك )
وكنت أرجو أن أسمعها منك مرات ومرات..
كنت آمل أن أراك مرة أخرى
أن أعانقك ولو للحظة.
لكنه الموت الذي يأتي كل مرة،
دون استئذان
يطرق الآذان كالصاعقة
ويختطف الأحبة ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ لن يكفي الدمع مدادا لرسم آلامي
لن يكفي دمعي
ولا دمع الأحبة جميعا
الكبار والصغار والأقارب والجيران والأباعد
الجميع يبكيك ،
الجميع يزاحمنا فيك
الجميع يذكر أياديك البيضاء..
النقية المعطاء.
الجميع يجد له مكانا في قلبك الكبير
فيذهل عند سماع غيابك
كيف تغيبين هكذا ؟.. لوحدك..
أنت التي ألفت البيت يضج بالحركة بالأطفال بالأقارب بالأباعد،
بالفرح والخير، بصينية الشاي الجاهزة باستمرار،
ببعض الدمع أحيانا،
وبأخبار القادمين والذين رحلوا..
كيف تغيبين هكذا ؟.. لوحدك..
تتوسدين صمت البيت الفارغ إلا منك ..
وخادمتك الجديدة..الصغيرة التي كانت تبحث عن الحياة فيك..
(كم بكت هي الأخرى ولم يمض على دخولها قلبك إلا بضع أسابيع)
سألت كعادتك عن بعض الغائبين
وأخذك نوم هادئ عميق .. عميق
حتى أنك لم تستيقظي بعده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ـ رأوك هامدة ورشح العرق على جبينك،
وتلمسوا خطوط الدمع الأخيرة على وجنتيك...
غسلوا جسدك الأبيض الناصع الطاهر،
وقبلوا جبينك الوضاء
ثم حملوك ليواروك التراب ..وبكوا..
ولم أحظ بشيء من ذلك..
بكيت فقط ولا زلت ،
أغالب الماء الحار المتدفق من شغاف القلب
الذي تسكنينه.
وقفت على حافة الرمل أبتلع الغصص
وأتمتم الأدعية ،
وقد انهار الزمن من حولي
وتجمعت كل صور السنين الخوالي
في لحظة وداع .
منذ خمسة أشهر فقط ،
ودعتني ضاحكة ولأول مرة .
وعجبت للأمر وأنا في طريق العودة..؟
منذ عشرين سنة ونحن نفترق في الدمع..
على أمل اللقاء في الفرح.. الصيف القادم.
ما أعظم صبرك..
أحسست ولا شك أنها اللحظة الأخيرة،
فآثرت أن تكون لحظة فرح
حتى أذكرك مطمئنا إلى أنك بخير..
ما أطيب قلبك
ما أطيب عطرك
ما أطيب ذكراك
ما أطيب ثراك..
كيف أرثيك..وأنت حاضرة ؟؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحيد في غربة المهجر/ دجنبر2007
بلتهوفن ـ هولند