1 ـ لازلتِ حاضرةٓ...في الغياب
رغم تباعد الزمن
رغم تقادم الرمل والأعشاب
والدمع الفوار..
والصبر الجميل الجميل،
لازلت أرثيك ...لأنك حاضرة
في الأمس واليوم
لازلت أحملك معي إلى الغد
ابتسامة لا تفتر..
أنت لا تنتهين هكذا،
أنت استمرار للعطاء الجزيل
وذاك لا ينتهي
أنت فرحة اللقاء المتكرر
وذاك لا يتوقف.
تظلين تأتين لزيارتي
بعد ان كنت أقطع المسافات لأحظى بك
تأتين في كل الحالات
في كل الهيئات
في كل الأوقات
تتفقدين أحوالي
تأخذين أحيانا بيدي إلى عوالمك الرائعة...هناك،
أشد على يديك بخوف.. وقوة
حتى لا تضيعي مني مرة أخرى.
تضمينى إليك بشغف ..وقوة ،
حتى لأجد رشات أنفاسك الطاهرة
على وجهي..
أتلمس عطر أمومتك الفياضة بالرحمة ..
وبالحب الكبير،
فانتعش من دفء جسدك
أدفن وجهي في وهج صدرك
أتنصت دقات القلب الكبيرالذي اتسع للقريب،
والغريب
القلب الذي آوى المدينة والأشجار
قلبك الذي أبحث عنه وأنا فيه،
قلبك الذي أفتقده ويسكنني
قلبك الذي توقف فجأة
في غيابي.
وتركني على حافة الرمل الأحمر
أبتلع الغصص
وأتمتم الأدعية .
**************************
2 ـ وفي اللحظة التي أريد أن أبلل وجهي
برشح عرقك الطيب
في لحظة العناق الذي ضاع مني
منذ سنتين،
يأخذك من بين يدي نور شفاف...
ينتشلك مني ضباب كثيف،
بارد كليل الشتاء
أدفع الغطاء قليلا عن وجهي..
فيبتلعني ظلام الغرفة،
وحرارة أنفاسك لازلت أجدها
كنت هنا معي،
أو كنت هناك ..معك
كنا معا ..نعم يا أماه..
وهذا الخفقان السريع في شغاف القلب..
هذا الارتعاش البارد،
وتلك الدمعة المتحجرة في قلب العين،
دليل اللقاء
وأنك لم تغيبي عني ...أبدا
وأني لم أشبع منك..أبدا
وأني سأذهب إليك أبدا
أخرجك من الماضي إلى الأجيال القادمة..
نتعلم منك الصبر والمصابرة،
والمضي إلى الأمام.
ما أطيب قلبك
ما أطيب عطرك
ما أطيب ذكراك
ما أطيب ثراك..
كيف أرثيك..وأنت حاضرة ؟؟؟
*********************************
وحيد في غربة المهجر/ 14 نوفمبر2009
بلتهوفن ـ هولندا