12022024الإثنين
Last updateالجمعة, 17 تشرين2 2023 8pm

سر الحكي

morocco_desert

1- سر الحكي .
أحكيك خارج الازمنة والاسوار
أحكيك من الداخل من الخارج ولن أبرح الحكي
أحكيك في الازرق في الاصفر في الرمادي ،
وعلى دمي …أحكيك يا وطني
وقد بهرتني .

من أول قطرة الندى على صخور الموت
لاخر أمل في أعين الصغار ..
كل يوم كان الاطفال يعودون بالهلع
والنساء يبتلعن المرارة ،
من أعلى الجبل كان الجميع يترقب
صراع القوارب مع أعتى الموج مع أعتى الموت
فى كل بيت ،
شهيد ، شهيدين
ربما أكثر
من أجل السمك
وبعض الشمس .
وفي الصباح المؤدي الى باب سبو والبحر،
أجد الرمل وبقايا الندب قد التحفا الصمت،
وافترشا قارعة المكتوب
غرق القارب
مات الصاحب
عاش السمك .

2- حتى لا أنسى .

 

 

 

تسألني الطفلة اليتيمة
لماذا غاب القمر كل هذه المدة ؟
أين عصافير الصباح التى كانت ترافقنى الى المدرسة ؟
كيف تكوّن السحاب فجأة في كبد السماء ؟
والدمع في عين أمي ؟
أين تاخر أبي ؟
ألا تحكي لنا قصة السمكة الذهبية ؟
يا طفلتي البريئة أنا أيضا أرزح تحت ركام من الاسئلة المضنية :
كيف تبلد العقل العربى طوال هذه المدة ؟
لماذا يعشش فينا الخوف ونحن نموت فى اليوم الف مرة ؟
لماذا نعيش الانتظار وقد تكسرت الشواطىء على أجسادنا؟
أين تأخر المولعون بالاقدام ؟
أين .. أين الطيور الصادحة بالخير وبالحق ,
أين أحبابى ؟
كنا في ضجر الليالي الحالكة نؤسس للغد المشرق الوضاء
كنا نحلم بانتهاء عصر  الانتهاكات،
كنا ننوي الاقلاع حيث الشمس لا تغيب
حيث تولد الطيور باستمرار ،
وحيث لا مكان للحدود ..
كنا نريد أن ننطلق
داخل المنهج
خارج الاطار
كنا نريد فقط
أن ننطلق ..

3- خارج الذاكرة .

هو الخريف اذن
هذا الشحوب الماثل أمامي
كالصخر العاتي
تتبلّد عليه أحلامي
تتحجّر.. تتفجّر
تنسفها الريح – الصقيع آلاف الصور
تطويني في الايام كما الكلام
حين كان يأخذني الى أبعد الحدود
أغنّي غضب الشعوب
حين تريد الحياة .
كنّا نعبّر على الأقل عن آلامنا
وكنّا، بتلقائية حبّ الوطن ،
نغار على البحر
من سفن الاسبان،
ونغار على رمال الصحراءالذهبية
من رالي باريس-داكار ،
وكانت تأخذنا شهامة الدفاع عن عرض الرياحين
وعن كرامة الطفولة والشيخوخة
كانت همومنا كبيرة الحجم
عسيرة الهضم
عاتية ، مستعصية ، متخشبة
لكنّها سامقة في السماء ،
وكنّا بها أحياء
غير أموات .

وحيد محمد الجابري / هولندا / 17 يناير 2002

Bookmakers bonuses with www gbetting.co.uk site.