عن أبي أمامة -رضي الله تعالى عنه-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم،وإن قيام الليل قربة إلى الله،ومنهاة عن الإثم،وتكفير للسيئات،ومطردة للداء عن الجسد (أخرجه الترمذي والحاكم والبيهقي في الشعب.)
قيام الليل مطردة للداء عن الجسد:إن معظم النوم هو من النوع غير الحالم والنوم الطبيعي يكون أكثر عمقاً في الثلث الأول وأقل عمقاً في الثلث الأخير. ومعظم النوم الحالم يأتي في الثلث الأخير من النوم ليلاً ويتميز وكأنه إنسان ذو مخ نشط جداً بجسم مشلول.
هناك ثمة علاقة بين التوتر والشد النفسي وبين دورات النوم.فالتوتر والشد النفسي (Stressand Anxiety ) يؤديان إلى عدم انتظام دورات النوم، بل أحياناً إلى الحرمان من النوم بالكلية. وذلك لأن التوتر يزيد من نسبة الكورتيزول الذي يؤدي إلى انحطاط مستوى (الليكوترينز) الذي يؤدي إلى الأرق.قال بن الحجاج: وفي قيام الليل من الفوائد أنه يحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق الجاف من الشجرة،وينورالقبورويحسن الوجه، ويذهب الكسل وينشط البدن، وترى الملائكة موضعه في السماء كما يتراءى الكوكب الدري لنا من السماء. (فيض القدير للمناوي)
قيام الليل وتقوية جهاز المناعة
للصلاة دورأساسي في تقوية جهازالمناعة لدى المصلى, وقيام الليل صلاة وعبادة خفية في جوف الليل تؤدي إلى سمو الروح وجلب الهدوء والسكينة والطمأنينة للقلوب فمما لا شك فيه أن يكون لهذه العبادة الخفية دور أكبر في تقوية جهاز المناعة. فالتوتر يثير غدة تحت المهاد ( Hypothalamus)ومن ثم يثير الجهاز العصبي السمبثاوى, الذي يغذى وسط الغدة فوق الكلوية التي تفرز الأدرينالين.وتفرز غدة تحت المهاد هرمونات عصبية تتجه إلى الغدة النخامية لتنتج هرمون ( (A.C.T.H ليصل عبر الدم إلى قشرة الغدة فوق الكلوية, لتفرز كميات كبيرة من هرمون الكورتيزون في الدم أضعاف ما يُنتج نتيجة أورام الغدة فوق الكلوية أو عند الإفراط في أخذ دواء الكورتيزون.
تأثير الكورتيزون على جهاز المناعة
ـ1 يؤدي إلى انخفاض الالتهاب الذي يحدثه دخول الجراثيم في الجسم مما يساعد على نمو وتكاثر هذه الجراثيم دون مقاومة. وذلك بمنع هجرة الخلايا البيضاء نحو مكان الالتهاب الجرثومي، كما يقلل من خروج الماء عبرالأوعية الدموية باتجاه الأنسجة الملتهبة،ويمنع تحرير المواد القاتلة للجراثيم الموجودة فى خلايا الدماغ، كما يسبب أيضا عرقلة خلايا البلعم الكبيرالملتهم للجراثيم .
ـ2 تؤدي الكميات الكبيرة من الكورتيزون إلى انخفاض تكون الأجسام المضادة المنتجة من الخلايا الليمفاوية البائية(ب)كما تتراجع الأنسجة اللمفاوية والخلايا التائية (ت).وبهذا يتضح أن الكورتيزون مثبط لجهاز المناعة؛ فالتوتر الشديد المتواصل يؤدى إلى تثبيط وسائل المناعة في الجسم مما يسهل ظهور الأمراض الجرثومية الخطيرة مثل الدرن ومرض السرطان وغيرها من أمراض المناعة مثل الصدفية والربو والذئبة الحمراء ومرض الروماتويد.
النوم الحالم وأثره على صحة الإنسان : يمكن تقسيم فترة النوم أثناء الليل إلى مرحلتين:
1 ـ مرحلة النوم غيرالحالم: ويأتي في ثلث الليل الأول، ويتمتع فيه الإنسان بقدر كافٍ من الراحة ويكون النوم فيه عميقا وخاليا من الأحلام، ويكون أقل عمقاً في الثلث الأخير.
2 ـ مرحلة النوم الحالم (R E M): ويأتي في الثلث الأخير من الليل ويحدث فيه كثير من الأحلام كما تحدث فيه عدة تغيرات فسيولوجية يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
اولاً: تغيرات على القلب والجهاز الدوري حيث يزداد الضغط، وينعدم انتظام ضربات القلب. وبالتالي إذا قام المسلم للتهجد فإن الله يحميه من ارتفاع ضغط الدم والجلطات القلبية والموت المفاجئ.وإذا كان المريض يعانى من ضغط الدم أو نقص تروية القلب فإنه إذا نام ثم استيقظ للتهجد فإنه يقل لديه فرصة التعرض لمضاعفات زيادة الضغط ونقص تروية القلب والسكتة القلبية.. أي إن قيام الليل وقاية وشفاء لأمراض القلب والضغط ومضاعفاته.
ثانياً: تغيرات بالجهاز التنفسي: يزداد في مرحلة النوم الحالم في الثلث الأخير من الليل عدد مرات التنفس، وينعدم انتظام التنفس.وتقل حركة الأهداب التي تتحرك لإنقاذ الإنسان من دخول الميكروبات والفيروسات والغبار. كما يحدث زيادة في إفرازات الرئة، وضيق في الشعب الهوائية نظراً لسيطرة الجهاز غير الودي، وبالتالي فإن مريض الربو في هذه المرحلة من النوم يكون أكثر عرضة لأزمة الربو المفاجئة. فإذا استيقظ المسلم في الثلث الأخير من الليل للصلاة وتوضأ فإن استنشاق الماء والمبالغة فيه، كما أوصي بذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفيد في إزالة الجراثيم والإفرازات التي تسبب التهابات الجيوب الأنفية، وأمراض الحساسية والصدر ويكون أقل عرضة لأمراض الجهاز التنفسي، كما أن الصلاة وكثرة السجود تحفظ الرئة من الأمراض حيث إن في حالة السجود يزداد تدفق الدم إلى المنطقة الأولي الجدبة من الرئة وبالتالي تحصل على أوكسجين أعلى وبالتالي تكون أقل عرضة للدرن الرئوي ومرض السرطان.
ثالثاً: تغيرات بالجهاز الهضمي: يزداد أثناء النوم ليلاً إفراز الحمض المعدي ويبلغ أقصي ذروة لإفراز الحمض المعوي في مرحلة النوم الحالم وبالتالي إذا استيقظ المسلم لقيام الليل فإنه يكون بعيداً عن تأثير إفراز الحمض المعدي الذي يسبب تآكل جدار المعدة (التهاب معدي أو قرحة المعدة) والتهاب وقرحة الإثناعشر، أو ارتجاع لهذا الحمض إلي المريء مسبباً التهاب جدار المريء.
رابعاً: تغيرات مرتبطة بالنوم تحدث عدة أمراض
ـ الكوابيس الليلية والتي يري فيها النائم أحلام مخيفة وتؤدي إلي زيادة ضربات القلب وسرعة التنفس.
ـ الاضطرابات السلوكية للنوم الحالم وما يصحبها من أذي للنائم حين يمثل ما يحلم به.
ـ الصداع النصفي الذي له علاقة بمرحلة النوم الحالم.
فإذا استيقظ المسلم لقيام الليل ابتعد عن هذه الاضطرابات.
فائدة النوم على طهارة واستحضارنية الاستيقاظ لقيام الليل
النوم على هذا الحال يجعل المسلم هادئ البال, منشرح الصدر مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الكورتيزون وزيادة الليكوترينز فتتحسن دورات النوم ويصحو هادئا نشيطا، كما جاء في الحديث: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :قال رسول الله :( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَدْ يضرب على كل عُقْدَة :عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عُقْدة، فإن توضأ انحلت عُقْدة، فإن صلى انحلت عُقَدُهُ كلها فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) رواه البخاري ومسلم وابن خزيمة وزاد آخره (فحلوا عقد الشيطان ولو بركعتين). من أجل ذلك وغيره حثنا القرآن الكريم ً على قيام الليل قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مُّحْمُودًا (الإسراء: 79) وقال تعالى:(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ. فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة: 16، 17) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إلاَّ قَلِيلاً. نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً. إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً. إنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً. إنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً. وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إلَيْهِ تَبْتِيلاً) (المزمل:1 ـ8)
قال صاحب الظلال: قيل لرسول الله قم، فقام.وظل بعدها قائماً أكثر من عشرين عاماً لم يسترح ـ ظل قائماً على دعوة الله.إنها دعوة السماء وصوت الكبير المتعال، قم للأمر العظيم والعبء الثقيل قم فقد مضى عهد النوم والراحة. إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً.. فأما الكبير الذي يحمل العبء الكبير فما له والنوم؟ وما له والراحة؟ لقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم هذا فقال لخديجة ـ رضي الله عنها: (مضى عهد النوم يا خديجة) .
لقد كشف لنا العلم الآن الفوائد الصحية للقيام من النوم والصلاة في الثلث الأخير من الليل على وظائف أعضاء الجسم وعلى النفس البشرية وقاية وعلاجا لكثير من العلل والأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان إذا استمر في مواصلة نوم لا ينقطع لفترات طويلة مما يجلى قول الحبيب: (عَليكُم بقيام الليل، فإنه دأبْ الصالحين قبلكم، وقٌربةٌ إلى الله تعالى، ومنهاةٌ عن الإثم، وتكفير للسيئات ومطردةٌ للداء عن الجسد). فمن أخبره بهذه الحقائق التي لم يعرفها البشر إلا في العصر الحديث إنه الله القائل (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى. إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) النجم 3، 4
لماذا الحرص إذا على قيام الليل ؟
1ـ لأنه من أفضل القربات : يقول صلى الله عليه و سلم : "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر, فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن" رواه الترمذي.
2ـ لأنه شرف المؤمن: يقول صلى الله عليه و سلم "شرف المؤمن صلاته بالليل , وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس"
3ـ لأنه إذا قرن بالتسبيح يورث العبد الرضا: قال تعالى: (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل غروبها. ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى)
4ـ لأنه سبب الفهم عن الله و التوفيق :قال تعالى :(إن ناشئة الليل هى أشد وطئا و أقوم قيلا), يقول ابن كثير أن قيام الليل هو أشد مواطأة بين القلب و اللسان وأجمع على التلاوة.
5ـ لأنه وقت إجابة الدعاء : و غفران الذنوب , و الفوز بعطايا الرحمن , يقول صلى الله عليه و سلم "ينزل ربنا - تبارك و تعالى – كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر , فيقول من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألنى فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ "
6ـ ولأنه دأب الصالحين و قربة الى الله و منهاة عن الإثم و تكفير للسيئات و مطردة للداء عن الجسد
كما جاء في حديث أبي أمامة.
7ـ قيام الليل يكسو الحريصين عليه نور و مهابة: يقول تعالى: (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة) و قيل للحسن: " ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها؟ قال لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره"
8ـ قيام الليل من موجبات الرحمة : قال تعالى : ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة و يرجو رحمة ربه). و في الحديث الصحيح : "رحم الله رجلا قام من الليل و أيقظ امرأته فصلت, فإن أبت نضح في وجهها الماء, ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت و أيقظت زوجها فصلى, فإن أبى نضحت في وجهه الماء "
9ـ قيام الليل أفضل صلاة بعد الفريضة :وهي صلاة مكتوبة مشهودة ,فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" وفي حديث عمروابن عبسة عند أبى داود :"قلت يا رسول الله : أي الليل أسمع؟ قال جوف الليل الآخر, فصل ما شئت, فإن الصلاة فيه مكتوبة مشهودة"
10ـ قيام الليل ينجى من النيران :ففي حديث عبد الله ابن عمرالمتفق عليه:" قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا أَقُصُّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكُنْتُ غُلامًا عَزَبًا شَابًّا ، وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي ، فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ , فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ , وَإِذَا لَهَا قَرْنٌ كَقَرْنِ الْبِئْرِ , قَالَ : فَرَأَيْتُ فِيهَا نَاسًا قَدْ عَرَفْتُهُمْ ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ , قَالَ : فَلَقِيَنِي مَلَكٌ , فَقَالَ : لَنْ تُرَعَ ، قَالَ : فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ ، فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ " .
11ـ يصيب العبد من الخير في قيام الليل ما لا يصيبه غيره : قال محمد بن قيس : "بلغني أن العبد إذا قام من الليل للصلاة, تناثر عليه البرمن عنان السماء إلى مفرق رأسه ,وهبطت عليه الملائكة لتستمع إلى قراءته ,واستمع له عمار داره ,وسكان الهواء ,فإذا فرغ من صلاته و جلس للدعاء ,أحاطت به الملائكة تؤمن على دعائه ,فإذا هو اضطجع بعد ذلك نودي :نم قريرالعين مسرورا , نم خير نائم على خير عمل" .ويكفيك الحديث الشريف: " إذا استيقظ الرجل من الليل و أيقظ أهله و صليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات "
12ـ قيام الليل يورث سكن الغرف في أعالي الجنان : قال تعالى :(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا و طمعا و مما رزقناهم ينفقون.فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون).وفي الحديث : "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ,وباطنها من ظاهرها,أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام,وأفشى السلام,و صلى بالليل والناس نيام "رواه ابن حبان .
13ـ قيام الليل يهون من طول القيام في يوم القيامة : يقول عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما : "من أحب أن يهون الله عليه طول الوقوف يوم القيامة,فليره الله في ظلمة الليل ساجدا,وقائما يحذرالآخرة "
14ـ قيام الليل سبب قوى من أسباب النصر على الأعداء : فلا ينتصرعلى الأعداء في ساحة القتال,إلا من انتصرعلى نفسه في ساحة المجاهدة .
15ـ قيام الليل من أسباب حسن الخاتمة :فمن صَفىَ صفى له,ومن زرع حصد ,ومن جد وجد ,وإنما يكال العبد كما كال,وانظر إلى تهجد سالم –مولى أبى حذيفة ,وثابت ابن قيس كيف استشهد ؟ وعبد الله ذي البجادين المتهجد الأواه وحسن خاتمته ,حتى قال ابن مسعود أمام قبره :" يا ليتني كنت صاحب هذا القبر " فهل بعد ذلك من فضل ؟ وهل بعد ذلك من نعيم ؟
وأخيرا...
عن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة» . رواه مسلم.