04262024الجمعة
Last updateالجمعة, 17 تشرين2 2023 8pm

مقالات

مقام العبودية

عباد الرحمن

العبد في اللغة العربية يطلق على المملوك،وهوضد الحر، العبد أحيانًا يجمع على عباد وأحيانًا يجمع على عبيد، الفرق بينهما في الغالب أن العبد الذي هو المملوك المشترى بالمال يجمع على عبيد، والعبد الذي هو العابد يجمع على عباد في الغالب. وعلى هذا، فكل خلق الله عبيد وليس كل خلق الله عبادًا، كل من خلق الله عبيد، لماذا؟ لأنهم مملوكون له، مقهورون له.وليس كل الناس عبادًا، فمنهم من آمن ومنهم من لم يؤمن، في جملة المسلمين منهم من قيل له زك ولم يزك، ومنهم من قيل له زك فزكى ، فكل الناس عبيد وليس كلهم عبادًا، ولو أدرك الناس ما أعد الله لعباده لرجوا أن يكونوا كلهم عبادًا.

لله تعالى في مناداة الانسان وتسميته باعتبار "النسبة" ثلاثة أحوال:

1ـ أن ينسبه إلى جبلته وطبيعته الخلقية فيسميه " الإنسان"
2ـ أن ينسبه إلى أبيه فيسميه " ابن آدم: أو "بني آدم"
3ـ أن ينسبه إليه تعالى فيسميه "عبدا" "عبدي" أو "عبادي"

ـ وحدها هذه النسبة الأخيرة تكون في سياق المحبة الالاهية للعباد.فلا يذكر الانسان بوصفه عبدا  إلا للدلالة على حب الله له. لأن العبودية محبة متبادلة بين الرب الأعلى والمخلوق الأدنى.

ـ سمى الله الانسان إنسانا في سياق الابتلاء وتحميله المسؤولية والأمانة." إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان.إنه كان ظلوما جهولا." (الأحزاب 72) وبقيت عبارة "الانسان" محملة بهذه الدلالة ومشحونة بهذا الايحاء.

العباد: جمع مفرده عبد.والعبيد: جمع مفرده عبد.العبد في اللغة العربية يطلق على المملوك،وهوضد الحر، العبد أحيانًا يجمع على عباد وأحيانًا يجمع على عبيد، الفرق بينهما في الغالب أن العبد الذي هو المملوك المشترى بالمال يجمع على عبيد، والعبد الذي هو العابد يجمع على عباد في الغالب. وعلى هذا، فكل خلق الله عبيد وليس كل خلق الله عبادًا، كل من خلق الله عبيد، لماذا؟ لأنهم مملوكون له، مقهورون له، إذا قال لأحدهم مت! مات، وإذا قال لأحدهم امرض! يمرض، لاأحد يقدرأن يدفع عنه ما امر الله به. وليس كل الناس عبادًا، فمنهم من آمن ومنهم من لم يؤمن، في جملة المسلمين منهم من قيل له زك ولم يزك، ومنهم من قيل له زك فزكى ، فكل الناس عبيد وليس كلهم عبادًا، ولو أدرك الناس ما أعد الله لعباده لرجوا أن يكونوا كلهم عبادًا. يقول القاضي عياض :
                            ومـما زادني شـرفـاً وتـيــهـاً ... وكدت بأخمصي أطأ الـثريا
                              دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن صـيَّرت أحمد لي نـبيا

قال ربنا سبحانه:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:56]، هذه الآية ذكر الله فيها لماذا خلقنا. علة خلقنا أن نكون عبادًا، والله عز وجل لما أمرنا بهذا وبين لنا أن هذه هي علة خلقنا علم أن بعض عباده لن يستجيب إلا بتشوق فشوقنا. فقال عزمن قائل:
" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرض هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجاهلون قَالُواْ سَلاَماً* وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً* وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً* إِنَّهَا ساءت مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً* وَالَّذِينَ إذا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً* وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَـهَا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً*إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً* وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً* وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِراماً* وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بَِايَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً* وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أزواجنا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً* أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسلاماً* خالدين فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً ومقاماً* قل مَا يَعْبأ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دعاؤكم فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً" ( الفرقان 63ـ77)

أعطانا سبحانه الأوصاف والسمات التي يجب ان تتوفر فينا حتى نكون من هذه الزمرة لنستن بسنتهم.  ثم بعد التشويق بين لنا مقامات هذه العبودية لجنابه الكريم فقال سبحانه في وصف نبيه الكريم في مقام القرب وهو مقام عال وتقريب عظيم " سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ،إنه هو السميع البصير"(الاسراء1)
وفي مقام الدعوة فال عن رسوله صلى الله عليه وسلم " وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادو يكونون عليه لبدا" (الجن 19)
وفي مقامالاصطفاء والرسالة قال سبحانه "تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا" (الفرقان1) فلا مقام يعلو فوق مقام العبودية ..فتدبر.

وعد الله لهؤلاء العباد:
ـ يحفظ عباده من الشيطان الرجيم،"إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين" (الحجر42)
ـ يلطف بهم،" الله لطيف بعباده.يرزق من يشاء. وهو القوي العزيز"(الشورى19)
ـ يكون قريبا منهم،" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب" (البقرة 186)
 ـ يغفر ذنوبهم،"قل ياعبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله .إن الله يغفر الذنوب جميعا.إنه هو الغفورالرحيم"( الزمر53)
ـ يقبل توبتهم،" وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئاتويعلم ما ىتفعلون"(الشورى25)
ـ يرحمهم،" نبئ عبادي أني أنا الغفورالرحيم"(الحجر49)
ـ يؤمنهم يوم الفزع الأكبر،"ياعباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون" (الزخرف68)
ـ يدخلهم الجنة،ويؤتيهم فيها نعيمًا ليس مثله شيء."جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ"(مريم 61)، وإذا أدخلهم الجنة أعطاهم نعيمًا لا يحيط بكنهه أحد. روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، إقرأوا إن شئتم:" فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ" (السجدة 17). هذا بعض ما شوقنا الله به لندخل في زمرة العباد. هل تعلمون خلقًا أرحم بخلق من أم بولدها؟ هذه الدنيا لايعرف فيها خلق أرحم بخلق من أم بولدها، ولذلك قال شوقي:  
                                                                      وإذا رحمت فأنت أم أو أب *** هذان في الدنيا هما الرحماء

الله عز وجل أرحم بعبده  من الأم بولدها، روى الشيخان في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة من السبي في غزوة من الغزوات وقد تحلب ثديها (أي امتلأ لبنًا) فتحتاج أن ترضع وقد غاب عنها ولدها لاتدري أين هو، فرأت صبيًا من السبي فأخذته فألزقته ببطنها فألقمته ثديها، ثم نظرت فرأت صبيها فأخذته وضمته.. النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يرون ذلك المنظر، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار»، أتظنون أن هذه تطرح ولدها وتلقيه في النار، فقلنا: "لا يا رسول الله وهي قادرة على أن لا تطرحه"، يعني: لا تطرحه اختيارًا أبدًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لًله أرحم بعباده من هذه بولدها» (صحيح مسلم).

 

Bookmakers bonuses with www gbetting.co.uk site.