6 ـ أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.اسمه الذي عرف به هو:(أبو سلمة ابن عبد الرحمن)، وهو ممن تسمى بكنيته واشتهر بها، وأما اسمه الأصلي هو:(عبد الله
الأصغر) وقيل:(إسماعيل).نسبه هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ابن عبد عوف بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب القرشي الزهري، الحافظ، أحد الأعلام بالمدينة. ولد سنة بضع وعشرين من متقدمي التابعين.
والده هو: الصحابي عبد الرحمن بن عوف، أحد العشرة المبشرين بالجنة.وأمه تماضر بنت الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن كلب، وهي أول كلبية تزوجها قرشي، إذ أمر رسول الله عبد الرحمن بن عوف أن يذهب إلى كلب وأن يتزوج ابنة سيدهم، أرضعته أم كلثوم بنت أبي بكر، فكان يدخل على عائشة لأنها خالته من الرضاعة.
حدث عن أبيه بشيء قليل لكونه توفي وهذا صبي وعن أسامة بن زيد وعبد الله بن سلام وأبي أيوب وعائشة وأم سلمة وأم سليم وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو وابن عباس وابن عمر وجابر وزيد بن خالد الجهني ونافع بن عبد الحارث وعدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عن بسر بن سعيد وجعفر بن عمرو بن أمية وعروة وعطاء بن يسار وغيرهم ونزل إلى أن روى عن عمر بن عبد العزيز.
كان طلابة للعلم فقيها مجتهدا كبير القدر حجة. حدث عنه ابنه عمر بن أبي سلمة وعروة وعراك بن مالك والشعبي وسعيد المقبري وعمرو بن دينار وعمرو بن عبد العزيز ونافع العمري والزهري ويحيى بن أبي كثير وأبو الزناد وعبد الله بن أبي لبيد وهشام بن عروة وخلق كثير.قال مالك كان عندنا من رجال أهل العلم اسم أحدهم كنيته منهم أبو سلمة وقال الزهري أربعة من قريش وجدتهم بحورا، عروة وابن المسيب وأبو سلمة وعبيد الله بن عبد الله. قال وكان أبو سلمة كثيرا ما يخالف ابن عباس فحرم لذلك منه علما كثيرا
قال ابن لهيعة عن أبي الأسود قال كان أبو سلمة مع قوم فرأوا قطيعا من غنم فقال أبو سلمة اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها فانتهى إليها فإذا هي تيوس كلها. قال عمرو بن دينار عن عائشة أنها قالت لأبي سلمة وهو حدث إنما مثلك مثل الفروج يسمع الديكة تصيح فيصيح. وروي عن الشعبي قال قدم أبو سلمة الكوفة فكان يمشي بيني وبين رجل فسئل عن أعلم من بقي فتمنع ساعة ثم قال رجل بينكما.
قال أحمد بن عبيد الله حدثنا يزيد ابن هارون أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي والمسجد الحرام والمسجد الأقصى . قال يحيى القطان عن يحيى بن سعيد سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن سمعت أبا قتادة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فليبزق عن شماله ثلاث مرات وليستعذ بالله من شرها فإنها لن تضره.
قال خليفة بن خياط عزل مروان عن المدينة في سنة ثمان وأربعين ووليها سعيد بن العاص فاستقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن فلم يزل قاضيا حتى عزل سعيد سنة أربع وخمسين سلمة الأبرش. حدثنا ابن إسحاق قال رأيت أبا سلمة يأتي المكتب فينطلق بالغلام إلى بيته فيملي عليه الحديث.
قال ابن سعد توفي أبو سلمة بالمدينة سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.