مفارقات غريبة -2

مفارقات غير عادية... في الزمن العصيب
تجتاز أمة الاسلام مرحلة كالحة قاحلة ،مرجت فيها العهود واختلطت فيها الأفكار والنظم،وتشعبت فيها السبل حتى لم نعد نتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الحق.ضعنا في البحث عن الذات ،وضعنا في تقليد الآخر الغالب ، وضعنا في جمود بعض الأفكارالتي يستهويها تعليق كل مشكلاتنا على الغرب وحضارة الغرب(هي في الحقيقة حضارة الانسان وليست حضارة الغرب لأن الجميع شارك في إقامتها، الأبيض والأحمر والأسود والأصفر)...،ثم ضعنا في إلصاق عيوبنا الذاتية وتقهقرنا الحضاري بالزمن ، والزمن منها بريء، كما قال الإمام الشافعي منذ دهور:



سورة تهجم على القلب البشري من مطلعها إلى ختامها، في إيقاع سريع متواصل؛ تهجم عليه بإيقاعها، كما تهجم عليه بصورها وظلالها المتنوعة المتحدة في سمة العنف والتتابع، وتطوف به في عوالم شتى بين السماء والأرض، والدنيا والآخرة، والجحيم والجنة، والماضي والحاضر، والغيب والشهادة، والموت والحياة، وسنن الخلق ونواميس الوجود.
فيها بيان تبرؤ إبراهيم عليه السلام مما كان يعبد أبوه ومشركوا قومه من دون الله. وبيان حقيقة ملة إبراهيم، وأنها ملة التوحيد الخالص، وأن كلمة التوحيد باقية في عقبه، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جاءهم بها، ولكن المشركين استقبلوها واستقبلوه بغيرما كان ينبغي من ذرية إبراهيم.